الطفيله و حي الطفايله... التهميش والإهمال عنوان مشترك !!

اخبار البلد_ في أربعينات  القرن الماضي  بدأت هجرة بعض الطفايله إلى عمان ،وازدادت في خمسينات وستينات القرن نفسه  ، تضاعفت تلك الهجرات في سبعينيات القرن الماضي  وهي مستمرة إلى يومنا هذا  بحثا عن عيش كريم لهم ولأبنائهم في القرية التي هجرها الرجال أولا ولحقت بهم العائلات بعد ان استقروا على قطعة ارض وسط العاصمة على مرتفع يطل على وسط المدينة  لا تبلغ مساحتها أكثر من 1 كم 2 ،يعيش فيه ما يزيد على 25 ألف نسمه ، أي من أكثر مناطق الأردن ان لم يكن العالم اكتظاظا بالسكان !

محافظة الطفيلة المهمشة حسب اتفاق الناس على تسميتها هكذا لم تلقى الرعاية والاهتمام ، فعاشت منعزلة مكسورة قابعة وسط صحراء  بالرغم من دورها الرائد في بناء الوطن ودفاع أبنائها عن هويتها العربية ضد المحتل العثماني وسياسة التتريك ، فخاضوا معارك التحرير في الطفيله وحد الدقيق ولا زالت قبور أبنائها الشهداء شاهدة على حجم التضحيات  التي قدموها في مختلف معارك الثورة العربية التي قادها الأمير زيد بن الحسين رحمه الله في الطفيله ، تطورت البلاد وكبرت مشاريع التنمية في ذروة الفورة الاقتصادية التي عاشتها البلاد سبعينات القرن الماضي والطفيلة على حالها ، حباها الله بثروات  كبيرة  كالاسمنت والفوسفات  وتحوي احتياطا كبيرا من النحاس لم يجر استثماره  وكذلك  احتياطات  المنغنيز والجبس واليورانيوم والصخر الزيتي وغيرها من ثروات الوطن التي لم تنفعهم  الا من جهة توفير بعض فرص العمل في مصنعي الاسمنت والفوسفات فيما لا زلات تفتقر لمشاريع استثمارية لاستغلال تلك الثروات بسبب الإهمال والتهميش وانشغال الساسة في عمان في توزيع ونهب خيرات الوطن واقتسام ثروات البلاد   .

أبناء الطفيله في عمان لم يختلف حالهم عن حال أبناء عمومتهم في الطفيله ، ساهموا في بناء الوطن وإدارة مؤسساته  مع بدء تأسيس المملكة الأردنية والدفاع عن استقلالها وديمومتها ضد من حاول ان يلغي الهوية والوطن  بعد حرب حزيران 1967 ، فقدموا الشهداء تلو الشهداء ، وشكلوا لجان أمن وحماية لمن اعتقد ان القصر الملكي المجاور لهم لقمة سهلة لإطلاق الصواريخ عليه او دخوله كما كانوا يخططون له ، فكانوا خير جار وخير عون لأسرتنا الحاكمة ، ولم تنفعهم تلك التضحيات ، فعاشوا في أزقة الحي وغياب التنظيم  وإهمال حاجات الشباب  ، فيما اهتمت كل أجهزة البلاد بتنظيم وتلبية احتياجات المناطق المجاورة له وخصصت لهم منحا ومساعدات تساهم بالتخفيف من أعباء أسرهم على مستوى مقاعد الجامعات والوظائف  المميزة  ومشاريع العمل  عبر الزيارات الدورية التي نفذتها الجهات الرسمية والعليا منها دون المرور بالحي أو تفقد أحواله ، فترك ذلك التهميش والإهمال والإقصاء أثرا بالغا في نفوس الناس  الذين يطالبون اليوم وعبر المسيرات  والاعتصامات إنصافهم  والنظر إليهم ليس كمنة  او لفتة  او مكرمة بل واجب شرعي ووطني تجاه جزء هام من أبناء الوطن .

أبناء الطفيله وأبناء حي الطفايلة في عمان يتوحدون على فكرة محاربة الفساد الذي ساهم بتهميشهم  وإقصائهم حتى من رتب الوظائف العليا ، ويطالبون بمساواتهم حتى مع اقل فئات المجتمع اقلية  وعددا !! نهضوا من جديد  يطالبون بالتغيير والإصلاح ومحاكمة كل من افسد البلاد أسوة بباقي أبناء الوطن الذين حكمتهم مؤسسات الفساد والترهل  ونهب خيراته  من المقامرين  بثرواته والمغامرين ببقائه  وديمومته !

لن تتوقف تحركاتهم حتى يقر الإصلاح   ويحاكم الفساد ، وتعاد الأموال للبلاد ، ولن يخضعوا لتهديدات الحبس والزجر إن أشاروا إلى فاسد ، فمستوى الفقر والبطالة والجوع والمديونية المتعاظمة أرقامها وتراجع أداء المؤسسات  وانهيارها لا يحتاج الى دليل وجود مفاسد  وترهل ، وثروات المقامرين والفاسدين والطارئين على بلادنا ذات التسعة اصفار و التي جمعوها في بضع سنين فقط  هي حجتهم لاغتيال أولئك الشخصيات ومحاكمتهم ولو محاكمة شعبية طالما ان القضاء والعدالة لم تصلهم وقد لا تصلهم أبدا !!  لأنهم هم من اغتال الوطن قبل أن يغتالهم الناس ، فان سكت البعض عنهم ، فالشعب لن يسكت حتى لو مروا بجريمتهم أو فروا !!