هل يصلح العطار ما افسده الدهر ؟؟؟
اخبارالبلد_ بداية اقولها و بكل تجرد و موضوعيه ان اختيار معالي مازن الساكت لقيادة دفة التطوير الاداري في هذه الحكومه كان اختيارا موفقا الى ابعد الحدود ....وكنت من الذين طال انتظارهم لهذا الاختيار .....بحكم اطلاعي المباشر على ما لدى معاليه من قدرات و توجهات وطموحات وبرامج ....صقلتها خبرته العميقه في هذا المجال .....وخاصة في ديوان الخدمه المدنيه ........
ولا بد من القول ايضا ان هذه التوجهات كانت الشغل الشاغل لمعاليه طيلة السنوات الست التي امضاها في رئاسة الديوان ....
واقول ايضا أن كل ما كان يحتاجه معاليه لتنفيذ توجهاته هذه هو القرار السياسي الجاد والداعم لترجمة هذه التوجهات الى واقع ملموس ....ولو توفرت هذه الشروط في سنوات سابقه لكان تحقيق هذه التوجهات قد تم بطريقة اكثر سهوله ويسر ....
فالمؤسسات المستقله كانت نقطة الضعف الاساسيه في هيكلة الادارة الحكوميه ....لعدة اسباب من اهمها : التوسع غير المبرر في اختراع هذه المؤسسات ... والمبالغه غير المبرره ايضا في رواتب العاملين فيها.... والانفلات غير المبرر في ملء شواغر هذه المؤسسات في ظل غياب معايير واضحه ومحدده لتعبئة هذه الشواغر ........
وكان لهذا الانفلات في اختراع هذه المؤسسات والهيئات من السلبيات ما هو اكثر بكثير من الايجابيات ..... ومن اهم هذه السلبيات :
الازدواجيه وتداخل المهام لدرجة كبيره ...مما عطل انجاز الكثير من المهام التي ضاعت بين حانا ومانا ...
المبالغه في اصدارعشرات الانظمه الخاصه التي تحكم اعمال هذه المؤسسات وان كان الهدف الاساسي لهذه الانظمه هو تحصيل اعلى رواتب ممكنه للعاملين فيها .....
غياب الرقابه الاداريه والقانونيه والماليه لهذه المؤسسات بحكم استقلالها المالي والاداري....مما جعلها مرتعا خصبا للفساد والمفسدين ....
غياب معايير الرقابه الفاعله على انجازات هذه المؤسسات والهيئات مما ادى الى استنزاف الملايين في مشاريع وخطط وهميه ....
خلق فجوه كبيره بين رواتب وامتيازات العاملين في هذه المؤسسات وبين نظرائهم في قطاع الخدمه المدنيه ...مما انعكس سلبا على اداء القطاع العام لاسيما وان موظفي هذا القطاع لا يقلون خبرة وكفاءة عن موظفي هذه المؤسسات...
كل ما نتمناه الان ان يكمل معالى ابو شاهر مشواره الاصلاحي هذا ...وان يوفق باختيار العناصر الاكفأ لمشاركته استكمال هذه المهمه الصعبه والشاقه ...فالمشوار طويل والعقبات كثيره ..... واكرر ما قلته بداية ان الاختيار كان موفقا ولو ان هذا الاختيار جاء متأخرا .....واتمنى ايضا ان يصلح العطار ما افسده الدهر ....