شاهين المهلهل

 

شاهين المهلهل

 

شاهين بطل هذا الزمان وأسده الغضنفر الذي دخل بيوتنا دون استئذان وفرض نفسه علينا بملحمته التاريخية التي تجاوزت قصة الزير سالم فنحن وبحمد الله تجاوزنا كل الصعاب وذللناها ولم يبق لنا سوى ألفية خالد شاهين الأسطورة لنتسامر بها ونحكيها قصة الليل لأطفالنا حتى ينامون.ش

 

كان يا مكان في قديم الزمان وسالف العصر والأوان رجل قصير القامة عريض الهامة واسع المنكبين يدعى خالد شاهين وقصة هذا البطل أنه نهب أرزاق البلاد والعباد وذلك بفضل فانوسه السحري الذي كلما (حكه) خرج منه مارد صغير يفتح له الأبواب المغلقة وييسر له الأمر العسير حتى إذا جاء يوم مل فيه المكوث في بلاده فأمر المارد أن يحمله ويحمل أمواله إلى الأمصار البعيدة فحط به المارد في مدينة الضباب فصار أهل بلاده يرجون عودته ولكن المارد الذي يحمله قد طابت له العيشة بين الماردات الشقراوات بعيدا عن القيل والقال فأبى أن يعطيه المنال .

 

أما في بلاده فقد ساءت الأحوال وبدا للناس رجوعه محال وصار كل وزير يلقي اللوم على مكالمة الجوال واستقال من استقال فوزير الصحة (طار) ووزير العدل (طار) وكبير الوزراء يقول أن استقالاتهم نوع من الاستغفار.

 

لم يبق أمامنا إلا أن نكتب فيه الشعر والنثر وأن نلحنه موسيقى صاخبة نرقص عليها كلما شعرنا بالهدوء، لقد فتنا بهذا الرجل حتى أننا نتابع إفطاره وعدد ربطات عنقه وألوانها وماذا يتناول على العشاء وبماذا يكسر السفرة وماعدد الخطوط السوداء في قميصه (المقلم).

 

كثيرون هم الخوالد بيننا فليبدأ كل منا بإصلاح نفسه وننسى خالد شاهين وغيره ونطوي صفحتهم ونبدأ من جديد نعمل بكل جد واجتهاد حتى نصل بسفينتنا إلى بر الأمان فما ذهب لن يعود ولنبدأ صفحة جديدة مع أنفسنا ووطننا ونترك عنا التهويل ودس السم بالدسم وتعليق الأخطاء على شماعة ربطات عنق خالد شاهين.

 

هلال العجارمه

www.helalajrami@yahoo.com