لماذا يركز الارهابيون على تدمير القطاع السياحي ؟
والركود الذي اصاب القطاع السياحي لدول الربيع العربي ومصر وتونس أدى الى تراجع كبير في ايرادات هذه الدول وحيث تلعب ايرادات قطاع السياحة دور هام في تعزيز احتياطات الدول من العملات الأجنبية وقيمة العملات الوطنية وميزان المدفوعات وبالتالي لاحظنا التراجع الكبير في قيمة عملات هذه الدول نتيجة انحسار تدفقات العملات الصعبة والانخفاض الكبير في عملات هذه الدول أدى ارتفاع قياسي في مستوى التضخم مما ساهم في اتساع شريحة الفقراء وعائدات السياحة في دول الربيع العربي (تونس ومصر واليمن وليبيا وسوريا)بلغت عام ٢٠١٠ اي قبل بداية الربيع العربي ٢٤,٥ مليار دولار حصة القطاع السياحي في مصر ١٣,٦ مليار دولار بحيث أصبحت السياحة مصدر استقرار اقتصادي لمصر بينما بلغت حصة سوريا من قطاع السياحة ٦,٣ مليار دولار وحيث يساهم الفطام السياحي في سوريا قبل الربيع العربي بما نسبته ١٢٪ من الناتج المحلي الاجمالي وتوفير فرص عمل لأكثر من ١٤٪ من القوى العاملة مع ملاحظة أن التنظيمات الارهابية دمرت معظم الاثار والمواقع السياحية السورية والمواقع والمنتجعات السياحية في تونس وتفجير الأقصر في مصر من قبل الجماعات الارهابية وغيرها من التفجيرات والتي أدت الى خسارة مصر مبالغ ضخمة من الدخل السياحي والذي يعيش عليه ملايين المصريين خاصة في المدن السياحية مثل شرم الشيخ والغردقة وامتدت تاثيرات ركود هذا القطاع سلباً على العديد من القطاعات والتي تعمل بشكل مباشر أو غير مباشر مع القطاع السياحي مثل قطاع الصناعة والخدمات والموصلات
وحساسية القطاع السياحي من الاٍرهاب لاحظناه من خلال التحذير الذي وجهته وزارة الخارجية الامريكية يوم أمس الاول من تهديدات الجماعات الارهابية بعد هجومين من جماعات إسلامية متشددة في قلعة الكرك السياحية وقتل مايزيد عن ١٢شخص بينهم سائحة كندية وأكدت وزارة الخارجية الامريكية على أن المنظمات الارهابية المتطرفة عبرت عن رغبتها في تنفيذ هجمات تستهدف مواطنين امريكيين وغربيين في الاْردن ومصر وباعتقادي أن هذا الانذار الذي وجهته وزارة الخارجية الامريكية سوف يكون له تاثير سلبي على تدفق السياح القادمين من أمريكا والدول الغربيه وغيرها من الدول وبالتالي تأثيرها السلبي على ايرادات السياحة والتي تراجعت من بداية الربيع العربي وخاصة السياحة العلاجية وهذا التراجع أدى الى إلغاء العديد من الفنادق في البتراء وعدد كبير من المطاعم السياحية وبالتالي فقدان عدد كبير من العاملين في هذا القطاع وظائفهم مع ملاحظة ان الأجهزة الامنية بدأت تأخذ احتياطاتها اللازمة تخوفا من عمليات ارهابيه في ظل قرب الاحتفال برأس السنة الميلادية وما يرافقها من احتفالات في الفنادق والمطاعم.