جهزوا أنفسكم لاستحقاق اللامركزية


علينا أن نتوقّع أنّ الحكومة تعمل بصمت على الانتهاء من تأسيس البنية التحتية للامركزية، وأن تُعلن بشكل أو بآخر خلال شهرين عن جاهزيتها، وبالتالي فسيكون هناك الوقت الكافي للهيئة المستقلة للانتخاب للعمل على اجرائها في الصيف المقبل، وهي ستة أشهر كما أعلن الدكتور خالد الكلالدة.
ذلك أمر شبه محسوم، ووارد في الخطة الملكية التي جاءت في كتاب التكليف الملكي، وفي خطاب العرش، ولكنّ الغريب أنّه لا تفصلنا عن ذلك الاستحقاق سوى أشهر دون أنّ نسمع أحداً يروّج له، وكأنّه مفروض علينا أن ننتظر الأمور لتأتينا بمظلة من السماء.
في قناعتنا أنّ انتخابات اللامركزية المقبلة أهمّ من الانتخابات النيابية السابقة، ليس لأنّها الأولى فحسب، بل لأنّها المختبر الحقيقي للممثلين الحقيقيين للمحافظات الأردنية، بعيداً عن السياسة التي تغتال وقت «العبدلي»، وقريباً من هموم الناس العاديين الذين لم يجدوا من يأخذ قضاياهم الحياتية على محمل الجد حتى الآن.
نعرف أنّ الأحزاب الأردنية مجرّد يافطات مُعلّقة على مداخل مكاتب، ومبالغ مالية تدفعها خزينة الدولة عبثاً، ومجموعات محدودة من الناس تربطهم الصداقة والقرابة والنسب، ولهذا فتأثيرها سيكون محدوداً كما كان في الانتخابات النيابية، ولكنّنا نعرف أنّ هناك الكثير من الجمعيات والتجمعات والروابط التي يمكن أن يكون لها دور مؤثر في سبيل الوصول إلى تمثيل حقيقي لمشاكل الناس، وهي دعوة لها أن تتحرك، وتبدأ رحلة البحث عن هؤلاء