مسكين هالمواطن

اخبار البلد_ يعلم الجميع ان وسائل الاتصال المختلفة حققت في السنوات الاخيرة نقلة نوعية في حياة الشعوب ، لما تقدمه هذه الوسائل من معلومات مختلفة في كل نواحي الحياة ، ويعلم الجميع ان وسائل الاتصال المختلفة جعلت من هذا العالم الشاسع قرية صغيرة يمكن دخولها ومعرفة خفاياها من خلال شاشة صغيرة ، وجاء موضوع هذه المقالة لإلقاء الضوء على وسائل الاتصال المسموعة والمرئية ، وما يكتنفها من سلبيات نتيجة للاستخدام غير اللائق من قبل يعض القائمين عليها ، وذلك من خلال التلاعب في مشاعر أبناء الوطن ، والاستخفاف في عقلية نسبة كبيرة منهم ، بهدف تحقيق الربحية المادية وبطريقة جائرة ومجحفة في حق أبناء الوطن ، وذلك تحت غطاء حرية الأعلام والتميز الإعلامي وللأمانة في نقل الخبر الصادق وتغطية أحداث الساعة أولا بأول ، وبأسلوب ممنهج مدروس وذات جدوى اقتصادية ، وبغطاء قانوني من خلال التعاون مع الجهة الحكومية المعنية بمراقبة هذه الجهات ، حيث تقوم بعض القنوات الفضائية الأردنية باستدراج شريحة كبيرة من أبناء الوطن ، لمشاهدة ومتابعة أخبارهم وبرامجهم ، والتفاعل معها من خلال إرسال الرسائل النصية ، أو الاتصال المباشر مع مقدمي البرامج والضيوف المشاركين الذين يتم استدعائهم لاستوديوهات هذه القنوات للتحاور حول موضوع معين  وعلى الهواء مباشرة ، ويسارع هذا المواطن المسكين بالاتصال مع كنترول القناة الفضائية على الرقم الخاص الظالم الذي يعرض على شاشة القناة  للمشاركة ، تارة في إبداء الرأي وتارة أخرى في المشاركة من اجل دعم ومؤازرة ضيف الحلقة أو البرنامج ، ويبقى المتصل عالق في شباك الكنترول مدة ليست بالقليلة حتى يتيح له الكنترول فرصة التحويل لمقدم البرنامج ليدلو بدلوه ، طبعا كل ذلك يحدث والدقائق تمر ورصيد شحن بطاقة الجهاز الخلوي يتناقص أو فاتورة الاشتراك الشهري للهاتف تتضخم ، وجيوب القائمين على هذه المحطات وأرصدتهم البنكية تتزايد ببركة أيديهم ، كيف لا إذا كانت قيمة الاتصال للدقيقة الواحده على هذه الأرقام اللعينة الخاصة لا تقل عن 20 قرش ، وقيمة الرسالة الواحدة المكونة من عدد محدد من الحروف لا تقل عن 40 قرش ، والعداد يعد وتوزيع مقدم البرنامج للابتسامات والضحكات ليس له حدود ، وما نهاية الشهر ببعيد حتى يبدأ أطراف المعادلة الثلاث وهم إدارة القناة وشركات الاتصالات الخلوية والأرضية والجهة الحكومية المراقبة ، بتقاسم الغنائم المتحصلة من بركة أيديهم وجيوب أبناء هذا الوطن ، وطبعا كل ذلك من اجل مشاركة هذا الغلبان في حوار لا يقدم ولا يؤخر ، حبث اننا نلحظ بأن غالبية المتصلين ليس لهم إلا هدف واحد من خلال الاتصال ، وهو التهليل والترحيب والثناء على إدارة القناة وعلى منبرهم الحر النزيه وعلى ضيف الحلقة ، سواء كان صاحب معالي أو سعاده ( نائب ) أو عطوفة وهم بحمد الله كثر ، ولا شك أن هنالك علاقة قرابة أو صداقة بين ضيف الحلقة والمتصل ،

 ولا ادري هل قبول هذا الضيف للدعوة من هذه القناة ، وظهوره  على شاشة التلفزيون لدقائق معدودة ، يستعرض فيها عضلاته وبطولاته وصولاته وجولاته وإنجازاته التي حققها من بداية استلامه لهذا المنصب العظيم تستحق إعطاء فرصة لهذه الجهات الإعلامية لاستنزاف أموال المواطنين بهذه الطريقة الجشعة والمجحفة

 

وهل اتصال هذا المواطن المسكين مع هذه القناة الفضائية بهدف الدحية والتصحيج والتلميع وصرف عبارات الثناء لصاحب المعالي والسعادة والعطوفة يستحق كل هذا ، وقوله في مداخلته للضيف القريب والصديق سر ونحن من خلفك ، بارك الله بك باشا ولد باشا ، بارك الله بك يا ابن الوطن البار وابن العشيرة المغوار ، الله يحييك يا نشمي رجل من ظهر رجل ، والله انك صقر يا صاحب السعادة يا شيخ يا اكبير يا رجل المواقف الصعبة يا يا يا يا ؟؟؟؟؟؟؟ الخ ، وهل هذه المداخلات وما يتبعها من نفقات تقدم ما يفيد للوطن بالمقابل ، ثم ينقطع الاتصال من طرف المتصل بالتأكيد والسبب نفاذ رصيد البطاقة في الجهاز المحمول ، أو احتراق سلك الهاتف الأرضي من شدة حم التلميع ومسح الجوخ وتسجيل المواقف عند هذا الوزير أو ذاك النائب ، وطبعا مقدم البرنامج مبسوط على الآخر والدولة ما إلها علاقة على مبدأ ( من حكم في ماله ما ظلم ) . وكل ذلك بالتأكيد هو تحقيق الهدف الرئيسي لأصحاب هذه القنوات والذي هو مصلحة الوطن والمواطن والحرية الإعلامية المنشودة والتي سقفها السماء في الهواء الطلق ،  أما بلغة الأرصدة البنكية فالسقف مفتوح طالما  هالمواطن المسكين موجود اللهم لا حسد .

سؤال بحاجة لجواب من أهل العلم والفتوى ما حكم الشرع في هذه الإيرادات التي تتحصل عليها هذه القنوات من هذا الباب .

وحمى الله الوطن وقائد الوطن وهدى الله أبناء الوطن وعلى طريق الحق والصواب سدد الله خطاهم