الأمين العام لحزب الله والله لست بالحسن ولا بنصر الله
منذ انتصارك المزعوم سنة 2000, مرورا" بالكثير من البطولات ضد جيش الاحتلال, وصولا" إلى حرب تموز 2006.. وحتى أيام قليلة خلت.. مشيت خلفك مغمض العينين بطلا" لأحلامي لا يشق لك غبار.. وبرغم التناقض الصارخ بين دعمك المطلق لإيران في احتلال الجزر العربية في الإمارات والتسمية القسرية لخليجنا -العربي رغما" عنك وعنهم- بالفارسي.. والقمع لأهلنا العربستانيين في الأحواز والذي وصل إلى حد التصفية الجسدية على الهوية.. وبين حرب الحق المزعوم التي تقودها ضد أعداء الأمة الإسلامية, رغم كل ذلك كنت أجد المبررات لأصدقك وأؤمن بما به أتيت؛ وكنت قادرا" على التوفيق ما بين دعمك لمن يقتلون أهلنا في العراق ومحاربة إسرائيل في ذات اللحظة!!
والله لقد كنت رمزي وبطلي لمدة تفوق السنوات العشر, وكنت أرى فيك مخلصا" محتملا" للأمة العربية جمعاء, وأبرر طيب العلاقة بينك وبين نظام دمشق بتشارك العدو والهدف ورغم بعض الأخطاء فلم يكن هناك مجال للشك بأن سوريا تشكل قلعة أخيرة في وجه أطماع إسرائيل.. (حيث لم يكن هناك فرق وقتها بين النظام السوري والشعب السوري المندس!!)
فيا أيها اللبناني العربي اسما".. الفارسي روحا".. أنت وحدك وليس غيرك: والله لقد خدعتني لأحبك وأصدقك وأمشي خلفك مغمض العينين سنين طويلة.. حتى أتى خطابك الممجوج الأخير الذي يحض السوريين المندسين المارقين والذين ما هم سوى أفراد بعصابات مسلحة على الوقوف خلف نظامهم الممانع الرافض للهيمنة الإمبريالية على مقدرات الأمة.. وأن ينسوا قتلاهم وجرحاهم والضحايا من نسائهم وأطفالهم وأن يقفوا ببساطة خلف نظام الأوحد الذي لا يخطئ: السيد الرئيس بشار الأسد, والذي فهمت من خطابك أن سكينه إن أصابت عين أحد السوريين.. فالأمر ببساطة أنه كان يقشر برتقالة وأن ذلك السوري المندس قد اعتدى بعينه على سكين الرئيس المسكينة فأدى إلى إصابة السكين بخدوش وكسور خطيرة يصعب علاجها وبالخطأ.. أصيبت العين المعتدية بالعمى!!
سوريا دولة الممانعة المستهدفة من قبل قوى الشر (إسرائيل وأمريكا)!! والله لكنت أكملت تصديقي لتمثيلك على آمال النصر في داخلي لو أن (رامي معلوف!!) لم يظهر ليكذبك قبل أن تبدأ الجهر بما اقترفت.. حين أقر وهددنا بأن أمن إسرائيل واستقرارها مرتبطان بوجود واستمرارية النظام السوري الحالي وبأن البديل السوري سيكون أكثر مما تستطيع حبيبتنا إسرائيل احتماله؟!
خلال سنين كنت أستمع خطابك بقلبي وأسجله في تاريخي المملوء بالهزائم كانتصار جديد, لكنني هذه المرة مللتك وخطابك المحشو بالنفاق والرياء وللمرة الأولى أشعر بالغثيان وأنا أستمع لكلماتك التائهة لأنك للمرة الأولى منذ أحد عشر عاما" لم تكن تعي والله شيئا" مما تقول!!
وهو أحد أمرين.. إما أنك مجرد دريد آخر من (دريدات) النظام السوري أو أنك ببساطة أصبت فجأة بالعمى والصمم فلم تعد ترى مئات الجثث لشهداء السوريين في درعا ونوى وداعل وإبطع والشيخ مسكين والنعيمة وتلكلخ اتلبيسة وداريا والحجر الأسود والبيضاء وجبله والرستن ولم تعد قادرا" على سماع أنينهم المكبوت بين جدران أقبية السجون العريقة!! فيا ليتك فقدت قدرتك على النطق وكنت (أبكما") ووفرت علينا سماع صوتك وشقاء معاناة اكتشافنا لبطل آخر كاذب لم يدخل في صناعته سوى الورق المقوى.. الورق المقوى لا أكثر!!
aymanbanykhalaf@yahoo.com