عن أعلاميي الاردن وموقفهم من سورية
.
اخبار البلد : فارس الحباشنة - هل هي جريدة السبيل الاسلامية أم السفارة الامريكية في عمان ، هل هم صحفيون أردنيون "عرب" أم صحفيون "مستغربون " يعملون لصالح مشاريع تمويل أجنبي لسفارات غربية و أوربية و أستعمارية في بلادنا ، من هي الجهة التي تصر على أقحام الاعلام الاردني و الرأي العام الاردني في معادة النظام السياسي السوري ، و تجريمه في الدفاع عن أستقرار و أمن بلاده ووحدتها ، وجعلنا طرفا في قلب معركة سورية الداخلية ، وضم أصواتهم الى أصوات الغرب الاستعماري الداعية الى حصار سورية وتحجيمه و أفساد حل أهله .
ثم ، من هي الجهات التي تصر على برمجة الشارع الاردني ضد النظام السياسي السوري و مبادلته الكراهية و الاعداء و التجويف في معركة فارغة لا مصلحة لنا بها ، ولماذا يصر بعض الكتاب الصحفيون على تبني مواقف معادية للنظام السوري ، لماذا تعتلي اصواتهم على أصوات المعارضة التاريخية السورية في الداخل السوري و الخارج ؟ مليشيا من أعلامي سفارة العهر الغربي في عمان ينقلوننا الى ساحة معارك اجنبية يستبشرون خيرا بانهيار نظام ممانعة عربي ، و يرفعون رايات النصر لاسلحة التكفييرين التي تقترب من الفساد و الفتنة و تضرب السلم الاهلي و المجتمعي في سورية التاريخ و العروبة .
استمعت لاشد المعارضين السياسيين السوريين لنظام بشار الاسد في سورية وهم فراس سواح و هيثم مناع ورياض سيف عبر الفضائيات العربية و الاجنبية ، ولم التقط من أصواتهم السياسية المعارضة ما يتشدق به اعلاميو الاردن ، و أنصار و أعوان الغرب في عمان ، ولم أسمع أحدهم يتحدث عن أستبدال النظام السياسي السوري ، بل جميعهم يجمعون على أصلاح النظام وهو السقف الاعلي لمطالبهم الاصلاحية .
يتصرفون بما يحلو لهم أنهم سرب من الاعلاميين يغردون خارج مزاج الشارع الاردني وهمومه العروبية و الوطنية و القومية ، كيف يقبل أعلاميون يصنفون أنفسهم في خندق الليبرالية و التنويرية الاصلاحية بالجري وراء عصابات تكفيرية و أرهابية دينية تريد أن تحيى في قلعة العلمانية القومية العربية دولة دينية ، و تضرب أمن و أستقرار البلاد في عرض الحائط ، و تبدد استقرار أهله الاجتماعي و السياسي والاقتصادي .
بالطبع ستخرج علينا بقايا المنتفعين من أموال التمويل الاجنبي في عمان و مستشارو سفارات الاستعمار الغربي ، و جواسيس الاستخبارات الاجنبية ، ويصبح لحديثهم أكثر متعة عندما تكون سورية هي الهدف و المقصد ، فماكينة عملهم تطحن ما تيسر من أموال الحرام الاجنبي و من أموال الغرب و من أموال شعوبنا المقهورة و المستضفعة ليغذوا خطابهم التحريضي و الاتهامي .... وفوق كل ذلك ، سوف نسمع التافهين يلقون علينا دروسا كالعاهرات عندما يحاضرن في العفة و الاداب و الاخلاق ، و الحرامي وهو ينظر في أصول حماية المال العام ، و العميل وهو يتحدث باسهاب عن الوطنية و الاوطان .
وبعد...
الامر هنا لا يخص صحيفة بعينها ، و لا صحفيا بذاته ، هناك تناسل وولادة في مواقف العهر التي تتسرب في تفاصيل تحليلات كتابنا الصحفية ، و قراءتهم للمشهد والاحداث التي تجري في سورية ، فالمشكلة ليست بهم ، بل بمن يأمرهم ، و ثمة مسؤول واحد أسمه سفارات الغرب في عمان .
ماذا قال المدافعون عن سورية ؟ ما الشرك أو الكفر السياسي و الوطني الذي تورطوا به حتى تنساق اليهم الاتهامات و الادعاءات الجوفاء لحملات ماجؤرة ومنظمة ضدهم ؟ أم أنهم مصابون بعقدة الولاء و الاتنماء للسفارات الغربية و المعادية للاردن ؟ فهم يشبهون حفل عشاء لسفير سورية في عمان بحفلات السفارة الامريكية و الاسرائلية في عمان , سفارات دول الترويكيا في عمان ، وهي علاقة قامت على مبدأ أخبار السفراء بكل ما يدور في عمان ، و عن الاجتماعات الرسمية و السياسية الخاصة و العامة ، وحتى الاخبار العائلية و الشخصية ، اضافة الى الدعم المالي المكشوف و المباشر .
عندما نكتب عن سورية ، فاننا نكتب من حسابات أردنية مجردة وبحتة ، لا من حسابات التمويل الاجنبي و الولاء للاخر " الغربي " ، نكتب من مذخور قومي وعروبي ووطني أردني صاف ، لم يبادل دمشق يوما الا الحب و العشق ، نكتب من عمان مؤمنين في ذلك الخط العروبي الرفيع الواصل و الفاصل بين عمان العرب و دمشق الصمود و التصدي .
نقارب المشهد من زوايا كثر ، لا نتوقف عند لحظات لكاميرا مصور أجنبي يعمل لوكالة أعلامية تجارية غربية ، أو أخر مندس من جهاز أستخباراتي غربي يجمع معلومات ، و يحصن تقاريره بصور ومشاهد بعضها بل أكثرها لا يمت للمنطق والموضوعية بصلة .
لاكثر من شهرين و الاحداث تتفاعل في سورية ، ولم يعد للصمت مكانا ، والامر و ان كان بخير في سورية ، فأننا لم نجد أنفسها الا في موقع المدافع عن الامن و الاستقرار السوري ، المدافع عن خاصرة العروبة عن مشروع الممانعة العربي و الداعين الى تحريك عجلة الاصلاح السياسي العام في البلاد ، فنحن لسنا غرباء عن انظمتنا العربية ، أن الحقيقة القاسية هي حقيقة مطلقة. لا مجال لأي اجتزاء فيها، وإن الأخطاء التي تواكب البحث عن هذه الحقيقة هي من النوع الذي لا يحتمل التأويل، وخصوصاً في ما خصّنا نحن، لأننا لا نقبل، ولا نسمح لأحد، أي أحد، أن يحاول توصيفنا أو تصنيفنا في خانة الذين يعملون لأجل الدمار و الدفاع عن أرقة الدماء و قتل المدنيين و الابرياء في كل مكان، لا في سورية فقط.