اه .. يا وطن
اه .. يا وطن
ابكيك ايها الوطن فانت الام و الاب ، ابكيك يا وطني من جرح نازف لم يجف ، ابكيك يا وطني من خنجر دق في ظهري و نفذ من قلبي ابكيك يا وطني من سهام الغدر المسمومة تنهش اشلاء جسدي و ابكيك يا وطني على شعب لم يعد له بواكي .
انه حقا ان نسمي هذا العام المنصرم عام الشهيد فلم تجف دمائنا و دموعنا على كوكبة من خيرة ابناء هذا الشعب المهمش الشعب الذي يواجه ازمات المنطقة و سياستها اللعينة و من هذا السرطان اساس البلاء الذي يغتصب مقدساتنا و يطوع المنطقة لخدمة مشروع كيانه الصهيوني فهو عدو للانسانية و البشرية فاستطاع هذا الكيان ان يدمر بلاد العرب واحدة تلو الاخرى و لكنه لن ينال من ارادتنا و رجولتنا و سنربط الاحزمة و ان حاربنا بلقمتنا و لن تقر لنا عين و يهداء لنا بال حتى يزول عن ارضنا و نحن امة عربية واحدة مهما قسمونا دولا و دويلات .
يا كرك العز و الصمود لك تحية من الهضبة للعقبة و من الطرة للدرة ، فقد سطرتي يا كرك الاردن اليوم درسا في الرجولة و الفداء و ان هذا الوطن لن يحميه الا ابناءه احفاد وصفي التل و حابس المجالي ، ادعو الله الصبر على جراحنا ادعو الله الثبات عند المصائب و انني ادعوا الله ان يتغمد شهداء الاردن بواسع رحمته و يلهم امهاتهم و اهليهم الصبر و ان يعوض عليهم و لكم الفخر بابنائكم ان قدموا ارواحهم رخيصة لعيون الوطن و استشهدوا في ميادين الرجولة و الفداء و ليس على ريش النعام و طاولات القمار برفقة عاهرات هذا الزمان ، و لنا الفخر بزينة شباب الاردن اصحاب السمو راشد و حمزة فقد كانوا في المقدمة مع اخوانهم و رفاق سلاحهم في مواجهة ايادي الخسة و الغدر .
و امام هذا الحدث الجلل فلا بد من اعادة النظر في كثير من الامور و العمل على تنمية روح المواطنة و انصاف ابناء الاردن في توزيع مكاسب التنمية لا ان تستاثر حفنة من المرتزقة بخيرات البلد بينما نبقى نحن مجرد حراس نقتات بفتات مرهونا للبنوك لتدريس ابنائنا و بناتنا في الجامعات او لبناء بيوت تستر عوراتنا فقد تشابكت ايادي المواطنين بايادي جنودهذا الوطن و اجمل كلمة صادقة قالها احد مواطني الكرك لاحد رجال الامن اعطني السلاح احنا مش احسن منكوا فهذا قدرنا نحن ابناء و اخوان العسكر ان ندفع ارواحنا رخيصة لعيون الوطن و لكن في القلب غصة و عتب ان نهمش و دائما في المغرم و ينكم و في المكسب تقسم على الاحباب و الاصهار و الجيران في غرف الفساد و ليالي العهر ، و قد سئلت احد الاشخاص يعد اول مظلي في الاردن و اول من حمل شهادة مدرب في القوات الخاصة و يعتبر من مؤسسيها هل تم تكريمك يوما بعد تقاعدك بعد ان فتكت بك الامراض و سنين الحرب دفاعا عن الاردن فتنهد قائلا ان التكريم من الله وحده و الحمد لله انني ارى الاردن بخير ، و هنا استذكر قول الشاعر عمرو بن معد يكرب :
اذا قتلنا و لا يبكي لنا احد
قالت قريش الا تلك المقادير
نعطى السوية من طعن له نفذ
و لا سوية اذ نعطى الدنانير
حماك الله يا اردن من غدر الاعادي و نحن منك و اليك ترخص الارواح من مكر الاعادي و ان انشاء الله صابرين على ظلم ذوي القربى فالله كفيل بهم على رد الجميل بنكران و سنبقى على عهود الرجولة و الشرف اخوة و نصر لكل مظلوم و مقهور .
عاش الاردن عزيزا بشعبه و جيشه و قيادته الهاشمية و بشهيدنا عبدالله الاول و بوصفي التل و ومواكب الشهداء من ابناءه الغر الميامين .