مجرد ملفات عالقة جدا


الناس تحب الثلج أكثر من المدرسة وأماكن العمل ويتمنونه وينتظرونه بلهفة من اجل أن يعطلوا والحال يعني أن لا أحد يحب كلمة الدوام وإنما الراتب أكثر واللعب واللهو بالنسبة للتلاميذ، والأمر يطال طلبة الجامعات وكل العاملين في القطاع الخاص الذي تتعطل أعماله إن تساقطت الثلوج. ولم يعد معلوما على وجه الدقة إن كان الذين يخرجون لفتح الطرق وشفط المياه من المنازل والذين يزيلون المخلفات من عمال الوطن وطواقم الدفاع المدني والأمن العام والقوات المسلحة الذين يتصدون للأمطار الغزيرة وللثلوج ومساعدة العالقين كيف يشعرون وهم يدركون أن الفرح والراحة في جهة ووحدهم في الميدان لحمايتها، وأكثر ما يثير الدهشة عدم المبالاة التي تمارس بما يعيق أعمال الإنقاذ دونما اكتراث أبدا.
التأمل أكثر يشير الى أن التلاميذ يكرهون المدرسة وأكثر ما يحبون فيها حصص الرياضة والفن وغياب المعلمين، والموظفون يكرهون العمل وأكثر ما يحبون فيه غياب المدراء، والحال يفسر التدني في مستويات التدريس وقلة إنتاجية العاملين، ولطالما تناقل المراجعون للدوائر الحكومية قصص المزاجية في التعامل معهم وكيف تتأخر معاملاتهم بدءا من الساعة العاشرة التي تتحول فترة إفطار تمتد الى نصف ساعة أو عن وقت إقامة الصلاة التي تتحول الى ذريعة لوقف العمل أيضا.
ساعات العمل التي يتم هدرها سنويا غير محسوبة ولا أحد يهتم بها وما تكلفه من خسائر، وكل محاولات التحفيز لم تع حالا في أي دائرة وجائزة الموظف المثالي قلة الذين يسعون إليها ومع ذلك هناك ما يقارب نصف مليون طلب توظيف في ديوان الخدمة المدنية ينتظر أصحابها المساهمة فيما يمكن اعتباره بطالة مقنعة أو أن أعمال الحكومة على أكثرها مساعدات تأمين اجتماعي للمواطنين. وبطبيعة الحال لا ينطبق كل ذلك على الجميع غير أن التدقيق سيكشف حجم الحمولات الزائدة في الدوائر، والتدقيق في الميزانيات سيكشف «بلاوي» حجم الرواتب في ميزانيات الدوائر التي تصل أحيانا الى أكثر من 90%.
تقارير ديوان المحاسبة لم تعالج الأمور رغم ما فيها من مخالفات وديوان المظالم يكاد يكون مظلوما ودائرة مكافحة الفساد لم تنل منه بعد ودائرة حقوق الإنسان الحكومية على حال الحكومة نفسها التي قلما توفر حقا أو تبسط عدالة.