التدمير يرفع الدولار لأعلى مستوى منذ 14 عاما..



أكدت دراسات مستقبلية غربية قبل ثلاثة عقود أن الولايات المتحدة كقوة عالمية أحادية القطبية ستتراجع عن عرشها وتتحول الى دولة اقليمية قارية في ضوء الأزمات المالية والاقتصادية المتلاحقة، وأن إسرائيل كدولة شر هي الأخرى إلى زوال في غضون العقدين القادمين، والأخيرة حذرت منها وثيقة كينج التي قالت في العام 1976 إن اسرائيل ستواجه قنبلة سكانية فلسطينية في مناطق الـ 48، واقترح صاحب الوثيقة ترحيل الفلسطينيين من إسرائيل إلى المحيط العربي، وبعد أربعة عقود بدأت تلوح في الأفق نبوءة زوال إسرائيل كدولة شر ويتحول الجانب اليهودي إلى مجتمع من المتقاعدين يتلقون الإعانة والرواتب التقاعدية والخدمات الأخرى.
بعد هزيمتها النكراء في فيتنام في منتصف سبعينيات القرن الماضي راهنت الإدارات الأمريكية على اندلاع حرب كبرى بين الهند والباكستان من خلالها تشغل مصانعها العسكرية وتعزز موقعها الاقتصادي والعسكري، إلا أن ذلك لم يتحقق برغم المنافسة بين البلدين واقنع الردع النووي المتبادل بين البلدين بالابتعاد عن خيار القتال والاتجاه الى بدائل أخرى، عندها بدأت الإدارات الأمريكية البحث عن بدائل بخاصة بعد تفكك الاتحاد السوفييتي 1991 وتراجع الدور الروسي دوليا آنذاك، وصنعت الادارات الأمريكية المتعاقبة عدو جديد اطلقت عليه الإسلام، واسبغت عليه صفة الإرهاب، وبدأت برسم مخطط شمولي لذلك بدءًا من هدم البرجين في 11/9/2001، وصولا الى ما تعانية المنطقة العربية من قتل وتدمير بشري واقتصادي واجتماعي.
في العام 2006 انخفض سعر صرف الدولار إلى مستوى متدن أمام العملات الرئيسة، وانحدر الاقتصاد الأمريكي في العام 2007/2008 لمستويات خطيرة جراء أزمتى الرهونات العقارية والمالية العالمية، لذلك كثفت الإدارة الأمريكية والكيان الصهيوني برامجها العدوانية تجاه المنطقة المكشوفة الظهر منذ بداية تسعينيات القرن الماضي، وتم تدريجيا اختطاف ما سمي بـ الربيع العربي الذي تحول بفعل تدخل خفي للقناصة المرتزقة الغربيين تارة، وبالتدخل المباشر بالقوة تارة أخرى، وغرق العرب -أنظمة وشعوبا- في حروب واقتتال عبثي مبرمج وتم تعطيل الأنشطة الاقتصادية وتحويل المصانع إلى ركام وقوة العمل إلى عصابات متصارعة تقاد بأيد غربية..اذ إن حلب درة الصناعة السورية والعربية تحولت إلى مدينة أشباح والموصل خزانة الغذاء العراقي ليست بأفضل حال.
هذا الجهد العدواني الشيطاني لم يعد خافيا على أحد ومن نتائجة نهب ثروات المنطقة واتاحة الفرصة للكيان الصهيوني الذي يصول ويجول دون اي رد، لذلك يرتفع الدولار لأعلى مستوى له منذ 14 عاما، بينما الجنيه المصري الذي كان قبل عقود يعادل 5 دولارات والدينار العراقي كان يعادل 3.5 دولار أصبحا ملاليم ..جراء ما يجرى في المنطقة نتيجة جهدٍ عدواني وإرهاب دولة صنعه الغرب واليمين الصهيوني..والرد لن يتأتى إلا من العرب وإن تأخروا.