محمد علاونة يكتب: العصر الذهبي والعوض على الله

اخبار البلد_ في صباح يوم بارد خلال عام 2000 كانت أشجار منطقة خضراء في الشمال تعتصر حبات مطر بعد ليلة غزيرة ملأت سدود البلاد بالمياه، في الجهة الغربية المقابلة قضى شابان الليلة في شقة فاخرة ساهرين حتى الصباح، تفرقهما كثير من المميزات لكنهما كانا يلتقيان عند صفات مثل الذكاء والحنكة والدهاء.
ذلك الشتاء بقي في ذاكرة الشابين اللذين اختلفا فيما بعد على تقاسم تركة جدهما الأكبر، فعلاقة قربى من جهة الأم انتهت بوفاة الرجل العجوز الذي خلف ملايين الدنانير وشركات معروفة في الداخل والخارج.
بعد ثلاثة أعوام عندما كانت تسقط عاصمة عربية في أيدي الاحتلال، اضطر الشابان على التصالح بسبب مصالحهما المشتركة فكان الأول يملك مصفاة لتكرير النفط، أما الثاني فلديه اسطول كبير من الناقلات، فاقتضت الحاجة أن يكرر الأول وينقل الثاني لسد حاجة المحتل.
لكن الحال تغير بعد أن تقلد كل منهما مناصب رفيعة جعلت مصالحهما تتضارب، إذ كان كل منهما في موقع لا يتقاطع مع الآخر باستثناء توجيه الضربات في الأعمال الخاصة وتضييع الفرصة على الآخر من جني ثمار صفقات واتفاقيات محلية وأجنبية.
تشاء الصدفة أن يقطن كل منهما نفس المنطقة الخضراء الشمالية مكان الإقامة السابقة لجدهما العجوز، بعد أن قفزت أسعار الأراضي التي ورثوها في تلك المنطقة وامتلاكهم للأموال اللازمة لبناء قصرين أصبحا فيما بعد من معالم المنطقة.
بدأ كل منهما يبني إمبراطوريته الخاصة مدعومة بمئات من الأفراد كانوا رجال أعمال أو في مواقع رسمية، وبدأ كل واحد منهم يشتري مزيدا من الأراضي حتى أصبحت حدود قصورها متجاورة.
وفي ليلة كتلك الماطرة في عام 2000 خطرت ببال أحدهما فكرة أن يعودا صديقين؛ كون مصالحهما قبل سنوات كما هي لم تتغير وسبب خلافهما زال بعد أن فقدا مناصبهما المرموقة.
وبالفعل عقدا اللقاء تلو الآخر حتى توصلا إلى أن في التعاضد قوة، وبدآ يكيلان الضربات وينفذان الهجمات ضد كل من يعترض طريقهما في خطوة لتعظيم موقعيهما لدرجة أن يكونا خطا أحمر.
بالنسبة للشابين فإنهما يعيشان عصرا ذهبيا كما يسرد الأقرباء، أما شكاوى المقربين منهم والذين تضرروا كثيرا ماديا ومعنويا بسبب افعالهما المشينة  فإنهم يبادرونك بعبارة (عوضنا على الله).
ملاحظة: المقال ليس إلا قصة من نسج الخيال والأشخاص وهميون اقتضت الضرورة أن يلعبوا أدوارا أساسية.