عامآ يتلو عام وهاد قد مضت خمسة عشر عاما من العمل التطوعي التي دفعت الناشط عمر سيف إلى التفكير في إنشاء مبادرة تطوعية خيرية غير ربحية تحمل عنوان " مبادرة نبض الحياة”، يقدم من خلالها يد العون والمساعدة للعائلات الفقيرة والمحتاجة. ولم تقتصر المبادرة على تقديم المساعدة للفقراء وحسب وإنما استهدفت أيضا الأيتام وذوي الإعاقة؛ حيث تقدم لهم المبادرة البرامج الترفيهية والتدريبية، فضلا عن البرامج التأهيلية التي تسعى من خلالها المبادرة لدمج هذه الفئات مع بقية أفراد المجتمع.

 وتسعى المبادرة ومن خلال البرامج التي تنفذها لأن تكون نبض المجتمع، تماما كما هو مسماها من خلال البرامج التي تقوم بها على مدار السنة وفي الفصول والمناسبات كافة. 

وجاءت رغبة عمر السيف في إنشاء هذه المبادرة التي تأسست في بداية العام الحالي بعد مسيرة طويلة من العمل التطوعي، تأكد حينها من ضرورة إيجاد عمل منظم وممنهج يخدم المجتمع ويكون ذا فاعلية ومؤثرا في المجتمع، ومن هنا جاءت " مبادرة نبض الحياة”.

 وتغطي "مبادرة نبض الحياة” مساحة واسعة من محافظات المملكة؛ حيث يتواجد المتطوعون الذين تبلغ نسبتهم 11880 متطوع في مناطق عمان، الزرقاء، إربد، جرش وعجلون، وبلقي محافظات الاردن ساعين من خلال ذلك إلى تقديم خدماتهم في أنحاء المملكة كافة. يقول عمر "في البداية كان التمويل ذاتيا وكانت نشاطات المبادرة محدودة”، ولكن بعد اتساع المناطق التي تشملها المبادرة وزيادة عدد المتطوعين، استطعنا التواصل مع العديد من أصحاب الخير الذين تبرعوا في تمويل بعض البرامج والنشاطات التي تقدمها المبادرة”. 

وتنوعت التبرعات التي يقدمها المتطوعون، فمنهم من يقدم كسوة للأيتام، ومنهم من تبرع بتوزيع معاطف وأحذية للشتاء، فضلا عن آخرين تبرعوا بتمويل نشاط كامل بما يتخلله من أنشطة ترفيهية ووجبة طعام وتوزيع كسوة شتاء.

 وتهدف المبادرة، ومن خلال فريقها، إلى إسعاد الأطفال الأيتام بإقامة موائد طعام وتوزيع هدايا وألعاب ترفيهية، كما تقوم ببث الفرح بقلوب المسنين وذوي الاحتياجات الخاصة وأطفال متلازمة داون، وإسعادهم بتقديم كل ما يحتاجونه من مساعدات مادية ومعنوية. وتتخلل أنشطة المبادرة، تقديم مساعدات لطلاب الجامعات المحتاجين وتقديم الدعم المناسب لهم وعمل حملات تبرع بالدم للأطفال والتخفيف من المشاكل التي يعاني منها المجتمع كالفقر، والإعاقة، والتلوث البيئي، والتعليم وتقديم الخدمات التي يحتاجها المجتمع من خلال البرامج التدريبية والتوعوية التي يقدمها أصحاب الاختصاص.

 وتعمل المبادرة على تأمين مساعدات إنسانية وطرود خيرية وغيرها للأسر الفقيرة والمحتاجة طوال أيام السنة، ومؤازرة المبادرات الخيرية التطوعية الأخرى بأنشطتهم وحملاتهم الخيرية وتقديم المساعدة لهم سواء في الجانب المادي أو المعنوي وتقديم المشورة والخبرة للقائمين عليها. وتناولت المبادرة في نشاطاتها أطفال مرضى السرطان وذويهم، من خلال تقديم برامج الدعم النفسي لهم عن طريق خبراء، ودمجهم بنشاطات ترفيهية ومتنوعة. 

ويشارك في البرامج المتخصصة بذوي الإعاقة ومرضى السرطان، مجموعة من أخصائيي التربية وعلم الاجتماع وعلم النفس الذين يقومون بدورهم بتقديم البرامج التدريبية والتأهيلية بأكمل وجه. وخرج سيف في نشاطاته على المألوف، فلم تقتصر على فئة معينة أو حتى داخل المؤسسات؛ حيث أصبحت تنطلق في نشاطاتها إلى المولات والأماكن العامة لتزرع البسمة على وجوه الأيتام. 

ويلفت إلى التعاون الكبير بين المبادرة ووزارة التنمية؛ حيث يؤدي الطرفان دورا تكامليا في تقديم الخدمة للفئات المحتاجة، بحيث يكون عمل المبادرة منظما، منسقا وشموليا. ويسعى عمر السيف، ومن خلال هذه المبادرة، إلى تقديم نشاطات مختلفة من نوعها؛ حيث سيقوم فريق العمل بتغطية طلبات الأسر المحتاجة والفقيرة كافة وكل من لا يتمكن من الوصول إلى حاجته خلال فصل الشتاء والمنخفضات الجوية القوية. ويؤكد أنه ومن خلال فريق عمله سيصلون إلى كل عائلة فقدت أي وسيلة من وسائل التدفئة والطعام وتعثرت بهم السبل. 

ويقول "الشتاء يجعلنا نتذكر أطفالنا الأيتام والمحتاجين ممن لا يجدون حذاء دافئا، أو ليست لديهم ملابس واقية من شدة البرد”، فتتحرك الأنفس التي تؤمن بحب الخير للعطف والرحمة على هذه الفئة من المجتمع، وتقدم ما تقدر عليه، وتسارع لفعل الخير.

 ويشير عمر السيف إلى نية المبادرة على القيام بمجموعة من النشاطات النوعية والمتميزة في الفترة المقبلة وتعد الأولى من نوعها، لافتا إلى أنه سيعلن عنها في حينها. ويؤكد أن المبادرة وعلى الرغم من حداثتها، إلا أنها قدمت البرامج وغطت مساحات واسعة، ساعيا ومن خلالها إلى تنمية روح العمل التطوعي في نفوس الشباب والشابات من طلاب الجامعات. 

وتقوم المبادرة على استخدام الطاقات المتوفرة لخدمة الشباب لتعزيز العمل التطوعي لديهم والاشتراك في أنشطة تطوعية للمشاركة في فعاليات أي نشاط، كما تقوم بتغطية تكلفة المواصلات للمتطوعين الذين يرغبون بتقديم يد العون ويتعثر عليهم الوصول إلى أماكن نشاطات المبادرة. مبادرة نبض الحياه