ياسين الحسبان الجنرال الذي ترك وحيدا في المعركة
اخبار البلد- محمد الشعلان – المنسق العام لحزب الجبهة الأردنية الموحدة- عندما أصبحت النيران تأتي من نيران صديقة كان لا بد للجنرال الطبيب السابق ياسين الحسبان أن ينسحب من هذه المعركة التي قيل وسيقال عنها الكثير ، ولكن الحسبان غادر من هذه الضوضاء والاضطرابات معتمدا على تاريخ طويل يذكر الناس بمن هو ياسين الحسبان.
من يخلص للجيش العربي ويعالج مرضى القوات المسلحة يتقن دوره في باقي الحياة ، فياسين الحسبان الذي غادر منصبه كوزير للصحة لديه تاريخ يجهله منتقدوه،ولا يعرفون على ماذا يرتكز حاضر وماضي هذا الرجل الذي تنطع بعض المدعين بإلقاء تهم سيبان بهتانها عبر القضاء ، فالحسبان لواء متقاعد من الجيش ويحمل شهادة الدكتوراة في طب الأسنان ومن يدير المدينة الطبية وكان الطبيب الخاص للجلالة الملك المرحوم الحسين يستحق أن نحترم ماضيه قبل أن نتطاول على حاضره. لا اجلب الماضي لأدافع عن خطا حدث معاذ الله، فقد استمرت المسيرة للباشا الطبيب محافظا على إخلاص العسكري في قيادته لمستشفى المركز الإسلامي التي لم يأخذ منها قرشا واحد طوال تلك الفترة، بل عندما كسرت قدمه دفع ثمن الصورة ، ليضرب مثلا في النزاهة التي تفتقدها غيره. قدم ياسين الحسبان الذي اعتبره أفضل من استلم هذا المنصب في تاريخ الحكومات الأردنية وقد واجه أزمتين إدارية داخلية تمثلت باعتصام الأطباء وأخرى سياسية تتعلق بقضية خالد شاهين المبهمة وإخراجه للعلاج من الأردن . وزير الصحة ليس له علاقة لا بقريب ولا من بعيد من خالد شاهين ولا يعرف عنه أي علاقة مع أصحاب البزنس والقضية لديها اتجاهات سابقة وحالية من حكومة الرفاعي ، وليس هنا مجالا للتوسع في القضية وشرح أبعادها السياسية والقانونية فالأمر ليس بالظاهر القانوني ولا الطبي وهذا يعرفه دولة الرئيس شخصيا . ومع ذلك فقد ضيقت القضية لتلقي المسؤولية على أفضل وزراء الحكومة وهما ياسين الحسبان وحسين مجلي وكلاهما شخصان يشهد لها بالثقة التامة قبل الحكومة ولا يوجد لها أي صلة بإخراج شاهين ، مع عدم قبولي بإطلاق التهم جزافا قبل صدور نتائج تحقيق كيف وأين ومن اصدر التقرير وهذا حديث لجان وقرار مشترك. وفي ظل بحث عمن يضعون عليه الثقل الكبير ، كان القرار يقلب من كونه سياسيا الى طبيا، ومع ذلك دعوني انتقل من هذه الجبهة التي أرهقتنا كثيرا وجعلتنا ننس هموم خمسة ملاين مواطن وننشغل في إخراج واحد من السجن للعلاج . في الجبهة الأهم بوجهة نظري كان اعتصام الأطباء ، والذين ظنوا أن حل مسألتهم فقط في وزارة الصحة، والحقيقة أن مطالبهم تاخذ بعدا إداريا وسياسيا والأول له متطلبات مادية ودستورية ، وهذا حقا ما وفره لهم الحسبان عندما سعى إلى مناصرة زملائه قبل أن يكونوا موظفين في وزارة هو وزيرها، والسياسي ترفض الحكومة الانصياع لأي اعتصام حتى لا تنتقل العدوى إلى باقي الوزارات . كنت قد اطلعت على مشروع القانون بشكله المتكامل والذي يشكل كل المهن الطبية، إلا أن تحقيق نصر وليس مصلحة عامة ما سعى إليه الاطباء ، وكان المطلب الأهم في ذلك لدى الحسبان قانون المسالة الطبية فكا لديك حقوق فعليك حقوق وحياة المواطن لا تقل عن حياة وامن ومصالح الطبيب . الحسبان وحكومة البخيت جاءوا بوقت صعب وقد لامس الإعصار مبنى الدوار الرابع وحرك كل ما هو راكد ، لذا علينا قبل أن نحكم على رجال الوطن في هذا الظرف الصعب أن نتذكر تاريخهم فقط كي ندرك عمن نتحدث .