هل فهمت الادارات الجامعية رسالة الملك حول العنف الجامعي



واضح تماما ان جلالة الملك اراد ان يوجه رسالة لرؤوساء الجامعات مضمونها تقصيرهم في درء العنف وانه لا يجوز لهم الوقوف حيال هذه المشكلة بنفس الطريقة التي يقف فيها مكونات المجتمع الاخرى. فرئيس الجامعة هو المسؤول الاول والاخير عن اتخاذ اجراءات ذكية تحد من العنف وتستبق الحدثّ لا ان يكونوا من المساهمين السلبيين حيال مشكلة قد تزيد من تراجع التعليم العالي وتحد من اقبال الطلبة الاجانب للدراسة في الاردن.
ولكن لنضع الاصبع على الالم ونواجه الحقيقة المرة وهي ان اختيار الادارات الجامعية بدءاً من رئيس الجامعة وانتهاءً بعميد شؤون الطلبة هو اختيار مبني على العلاقات الشخصية الضيقة فالعنف المتكرر والتصريحات التي تخرج من رؤوساء الجامعات تشير الى ضحالة المخزون العلمي والثقافي لهم بل وتؤكد ان الاختيار من حيث المبدأ جانب الصواب.
ان قطاع التعليم العالي من الاهمية بمكان كون الجامعات مصنع اصحاب السياسة والتخطيط للاردن مستقبلاً لذا بات من المسلمات اعادة الهيبة لاختيار رئيس الجامعة بل ان ما فعلته الجزائر مؤخرا بهيكلة ادارات احدى عشر جامعة يبدو الحل الامثل بشرط وضع اليات اختيار مبنية على الورقة النقاشية السادسة لجلالة الملك من حيث العدالة والمساواة مع العلم ان الادارة فن وعلم لا يملكه اي اكاديمي.
على الحكومة ووزارة التعليم العالي الاسراع في الهيكلة قبل فوات الاوان وعدد الطلبة العرب والاجانب المتناقص يونذر بمستقبل غير محمود.