من فاسد الــى فاسد تختلف العملة


تدور الأيام وتزداد الأرقام من فاسد إلى فاسد فرق في العملة ،فمنهم من يعشق الدولار ومنهم من يحبذ الدينار وبين هذا وذاك يقطن المواطن الأردني في حيرة من أمره محاول استرجاع هيبة المال العام دون جدوى.

عمان بين الفصول الأربعة مطر وشمس فقر وجوع بلا نفط ،مواطن يدفع الضرائب ويأتي الفاسدون بسهولة لينالوا من مال يشقى من أجل توفيره المواطن الضعيف الذي لا يملك سوى اعتصامات ومظاهرات ينتقده البعض عليها وينعتونه "بالمخرب" ،هذا "المخرب" الذي سلب ماله ينتقدونه لانه يحاول أن يوقف بركان الفساد الثأئر في جسد الوطن منذ وقت ليس بالقصير.

الفساد ظاهرة توسع انتشارها في الأردن وتعددت اساليبها وأوجهها ولم يعد المواطن الأردني لا يعرف او لا يتحدث عن الفساد، إن لم يكن له فائدة من هذه الظاهرة او لم يكن له نصيب منها بأي طريقة كانت.

عندما تزهر ورود الأمل الذابلة لتحي قناعات المواطن اليأس بوعود حكومية للإصلاح ومحاربة الفساد لطالما طال النظر إليها وهي قادمة من بعيد ولكن بعد فترة زمنية نجد هذه الوعود ما زالت في مكانها ولا تتحرك ابداً ،هذه الحكومة التي أتت من أجل محاربة الفساد والإصلاح بكافة أوجهه لم تنجز الهدف المنشود ليعلوا صوت الطفيلة "ارحل يا بخيت".

يعلم المواطن أن الكثير والكثير من الفساد كشف وما زال المواطن الأردني يخشى اكثر من ذلك ، ليست نظرة تشائمية بل هي حقيقة ،ففي كل يوم تزداد قضية "شاهين"وضوحاً يعادل وضوح الشمس وربما اكبر،فيا حكومة دعونا نشارككم ونقف الى جانبكم في معركتنا ضد الفساد لتكون يد المواطن الاردني بيد الحكومة معاً ضد الفساد في معركة حاسمة وحازمة ينتصر فيها الحق،هذا إن كنتم جادين بالإصلاح.

خاب من باع الوطن مقابل الدولارات او الدنانير التي ستزول حتماً فعجباً كيف ارادوا تدمير الوطن الذي بناه الهاشميون بدعم الاردنيون الأحرار الطامحين لرفع اسم الاردن فوق كل رأس فاسد تصلب من سرقة الوطن ،لكنه سيتكسر بإذن الله تحت اقدام الطموحين من ابناء وطني.

إن الإصلاح الحقيقي في الأردن يبداء من محاربة الفساد ومحاكمة الفاسدين ووضع حد لكل من سولت له نفسه المساس بهيبة الوطن ،وعلى حكومة الدكتور معروف البخيت أن تقوم بدورها الكامل أمام الله والوطن لمصلحة المواطن،فمن غير الممكن البدء بالإصلاح من غير محاربة الفساد فإن بقي الوضع على ما هو عليه فإن اليابان ستتعافى من كارثة الزلزال المدمر الذي أصابها وربما ستحرر فلسطين والأردن ستبقى تحاول أن تجري الإصلاح دون فائدة.

فالذين يبحثون عن المال من الابواب الرديئة يستحقون المحاكمة أمام الشعب ليتعلم كل من يحاول سرقة الوطن أن مصيره إلى السجن وربما الإعدام، لا أحد فوق القانون فلا بد من تطبيق القانون على الجميع دون استثناءات .



alrabee.muayad@yahoo.com