جِـلْـدك لمّا يُحكّك



هو استمراء دور الضحيّة ..ليس إلاّ ..!! مهما حاولت أن تلفّ أو أن تدور ..تظلُّ تستفزُّ جلادك حتى يلطشك ..تظلّ تنكد عليه حتى يضربك بالشلوط فتحسّ براحة ..تظل تنكشه حتى يصبّ غضبه عليك و يريك الويل ؛ فتشعر بعدها أنك أنت أنت وما تغيرت لا سمح الله ..! لأنك خلقت تناسب حجم الاهانة ..وكأنّ روحك تطلبها ..!
تماماً مثل الزوجة التي تعيش طوال اليوم بالاهانة و الضرب ووين ما أجت الضربة تيجي ..وبعد غضبها بساعات يصبح كلّ همها أن تطلب رضى زوجها ..بل يصبح مانشيتها الأول : اغفر لي يا جلادي ..ابتسامتك عندي بالدنيا ..!
الجلاد لا يملك من أدوات القوّة إلاّ ضعفك ..ضعفك هو كلّ أدواته ..أنت سكينته لطعنك..وأنت كرباجه على ظهرك ..وأنت مؤامرته عليك ..أنت أرقامه السرية ..وحساباته المصرفية ..أنت مشاريعه وأرضه التي يقيم عليها كلّ شيء ..وسواء اقتنعتَ أم ركبتَ رأسك ؛ فأنت الحكاية بكلّ تفاصيلها من ألفها إلى يائها ..!
لذا ..فالمشكلة في جِلْدك الذي يحكك..! جلدك هذا من أي نوع ..؟ ولماذا يظلّ دائماً يطلب (الحكيكة) ..؟! لماذا لا يقاوم ..؟ لماذا يتحوّل جلدك إلى طبلةٍ تتقن الصوت المنغَّم على ألامك وأنت تستلذ..؟ لماذا تستلذ..؟ لماذا كلّ هذا الاحترام لمن يهينك ..؟ لماذا تقدِّم اسلحتك إليه لكي (يعاقبك بلا ذنبٍ) على الطالعة و النازلة ..؟!
اقترح عليك أن تراجع طبيب جلديّة ..طبيب جلده لا يحكه مثلك ..واعلم أنّ لا طبيب إلاّ أنت ؛ هذا إذا أردتَ أن توقف تحاشد (الحكّة) فيك ..!! إذا أردتَ أن تقتنع أن (التلذذ) الذي تشعر به ليس سوى هزيمة لك ولكل أبنائك وأحفادك حتى تصل إلى زمنٍ قادم بلا نهاية ..!
المطلوب منك وحالاً ..ألا تتلذذ ..وألاّ تتمنهن الاستلذاذ وأنت الضحيّة ..! المطلوب أن تجتمع مع (جِلْدك) اجتماعاً منفرداً و تعيد إليه الشعور بالألم وإلاهانة ..وأن تجعله لا يستجيب لأية (حكّة)..!
المطلوب ..أن تعود إنساناً بكامل وعيه و تفاصيله و قراراته..