لابد من صنعا وان طال السفر

لا بد من صنعا وان طال السفر

اليمن

 يقال ان اسمه جاء من اليمن والبركة ،

هو بوابة العالم ومفتتح البشر نحو تعمير الكون وبناء الحضارة البشرية منها عبر وانطلق ال Homo sapiens  او" الانسان العاقل" قادما من وادي  أومو Omo في اثيوبياربما قبل ان يفصل باب المندب بين اسيا وافريقيا بفعل هزة ارضية عظيمة قتلت الآلاف واكسيت المنطقة اسمها الحزين باب المندب، حيث ندب الناس قتلاهم و وبكوا من الفرقة و انفصال الاحبة بين اسيا وافريقيا،  ليبدأ بناء العالم كما نعرفه اليوم ومنه بدات المجموعة البشرية الاولى رحلتها المجيدة نحو تنوع الاجناس واللغات والحضارات .

منه كل العرب العاربة اليمانية  ابناء  "قحطان" جد "يعرب" أول من نطق بالعربية والضاد، ومنه جل العرب المستعربة القيسية  ابناء "عدنان ".

في اليمن كان  اول تفاعل عظيم  من الانسان للطبيعة "سد مأرب" في القرن الثامن قبل الميلاد ، الذي ربما اكان من أوائل المحاولات البشرية للتحكم في مسارات الطبيعة ، في ظله ازدهرت اللحضارة وبعد انهياره  خرجت الموجات البشرية في رحلات متتابعة "تفرقوا أيدي سبأ" الى بلاد الرافدين  لبناء اشور وبابل،الى الجزيرة لبناء مكة والمدينة ،الى الشمال ل بناء تدمر والبتراء ودول والمناذرة والغساسنة  ومن ثم دولة العرب العظمى في ظل الاسلام .

في ظل حضارة سبأ"التي قال عنها الذكر الحكيم

"لَقَدْ كَانَ لِسَبَأٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ"

 سبأ آية رقم ( 15 ).

ولعل أشهر ما يروى عن سبأ قصة ملكتها بلقيس أو" نيكولا"  كما كانت تسمى في الحضارة الرومانية وكيف تواصلت مع سليمان الحكيم في موضوع التوحيد.

سبأ  تعتبر الشقيق الجنوبي للحضارة الفنيقية ، وقد كان لها قصتها مع روما أيضا التي فرضت نفوذها على كل العالم Paxa ramana إلا على اليمن ،حين هُزم الجيش الروماني بقيادة  ماركوس أيليوس غالوس  الذي كان امبراطوره أغسطس الاعظم يطمح بالسيطرة على لابلاد الاسطورية" أرابيا فيليكس"  وتعني بلاد العرب السعيدة باللغة الرومانية  .

بعد الدور "السيأي " جاء الدور الحميري  الذي طافت سمعة فارسه العظيم سيف بن ذي يزن ، الافاق والاصقاع حتى بلغت مبلغ الاسطورة.

لطالما فشلت، ومن ثم تجنبت الامبراطوريات أي تعامل عدواني مع اليمن واليمنيين وهم من وصفهم القرآن الكريم (قَالُوا نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالأَمْرُ إِلَيْكِ فَانظُرِي مَإذَا تَأْمُرِينَ) (النمل: 33)

لذلك كانت اليمن دوما عصية على الغزاة والمحتلين والمتغطرسين يقفون امام ابوابها عاجزين ، وحتى المرات التي نجح فيها البعض بالدخول لم يلبث إلا قليلا ثم خرج مهزوما مطرودا.وتعتبر اليمن أول بلد عربي  مستقل في العصر الحديث.

وذلك اثر صراعات إقليمية ودولية ضد العثمانيين الذين خرجوا من اليمن عام 1635ثم بين مصر"محمد علي " والانجليز الذين احتلو عدن لمنع السيطرة المصرية على باب المندب واستمرت حالة الصراع من عام 1805-حتى سقوط محمد علي عام 1840،في العام 1848 عاود الاتراك دخول اليمن وأصبح مقسما واقعيا بين الاتراك والانجليز ثم تكرس الانقسام الى بفعل الاتفاقية العثمانية البريطانية 1914 ومن ثم أعلنت المملكة المتوكلية اليمنية في الجزء الشمالي عام 1915ودخلت في صراعات قبلية وطائفية حتى تمكمنت من تثبيت حدودها ونفوذها .

في العام 1962 قامت ثورة 26 سبتمبر وعادت اليمن لتكون نقطة تجاذب اقليمي ودولي بين مصر "عبد الناصر" الذي ساند الجمهوريين والسعودية الت ساندت الملكيين والانجليز الذين كانو يحتلون الجنوب.

في العام 1967 خرج الانجليز من الجنوب لكنه تحول لدولة مستقلة  ، وبعد مرحلة صراعات محلية وإقليمية ودولية  تم توحيد شطري اليمن في العام 1990.

دخل كل أهل اليمن الاسلام بين العام السادس والعاشرالهجري"عام الوفود", وقد تلقى أهل اليمن تعاليم الاسلام على يد الصحابي الرائع معاذ بن جبل "من عجزت النساء ان يلدن مثله " وقد كان مذهب غالبية اليمنيين في الاسلام سمحا، معتدلا، ووسطيا بين المذاهب ،هو المذهب الزيدي القائل بإمامة زيد بن على بن الحسين بن علي ، وهو  اوسط المذاهب بين الشيعة والسنة ، يجمع محبة آل البيت والصحابة ووسطية الاسلام ونقاء السريرة والجرأة في قول الحق ،لا عصمة فيه الالله والرسول ،ولا يستحق الإمامة فيه إلا من دافع عنها وعن الحق بسيفه وروحه  بجرأة وعَلَن دون  التِّقِّية والخقية .

وهكذا كان اليمنيون على مر العصور ،وسطيين غير متعصبين ، شجعانا غير هيابين ، صريحين لا باطنيين، لاعصمة لأحد عندهم الا الله والرسول وما عداهما يخطيء ويصيب .

لذلك

فإن من يحاول ان يُنَصًّب نفسه معصوما على اليمنيين ،لايفهمهم وليس منهم ولن يقدر عليهم.

ومن يحاول ان يكمم أفواههم  فإنه لا يفهمهم، ولن يقدر عليهم

أما من يدفعهم لسحب السيف من غمده,  فقد قتل نفسه او قتله الله بايديهم ،

نأمل أن يبقى السيف اليمني في غمده  كما بقي للآن  ، وكما يثبت هذا الشعب العظيم مع كل مطلع شمس،إصراره وعزيمته ،  مستواه الراقي ،انسانيته ورفعته الحضارية ،بالقدرة على ضبط النفس ومواصلة الاحتجاج سلميا رغم القمع والظلم  واستخدام القوة والسلاح من قبل السلطة ورغم ان لليمني رفقة دائمة مع السيف ، من غير اليمني يسمي خنجره "الجنبية" ، التي دوما بجانبه ندعوا الله ان يبقى جتنبها لا ان يستلها وان يبقى الصوت الهادر الجميل يصدح سلمية..سلمية..لا للحرب الأهلية.

"لابد من صنعا وان طال السفر " قالها الإمام الجليل أحمد بن حنبل وهو يقصد ان علمه لن بكتمل مالم يتعلم من شيخ صنعاء"الإمام عب الرزاق الصنعاني" فذهب قوله مثلا على ضرورة استكمال ما قد بدأ ، بدأت الثورة العربية في تونس ثم مصر

لكن

لا بد من صنعا وان طال السفر