ترامب والحروب الباردة والساخنة

صحيح أنّ هناك محددات عامّة للسياسات الخارجية الأمريكية، لا تخرج عنها كلّ الإدارات، ولكنّ الصحيح أيضاً أنّ هناك تمايزات بين إدارة وأخرى، فتفرض شخصية الرئيس نفسها عندما يبدأ بتنفيذ أفكاره على أرض الواقع.
وفي التاريخ القريب كان بوش الأب هو الذي أتى بالجيش الأمريكي إلى المنطقة، وتعامل خلفه كلينتون بتحفظ مع التدخلات العسكرية، أمّا بوش الابن فهو الذي احتل العراق وحكمها بشكل مباشر وغير مباشر، وسرعان ما كان خلفه أوباما يسحب القوات، ويبدأ سياسات مناقضة.
التساؤلات، الآن، تُركّز على ما سيفعله دونالد ترامب، فبالضرورة أنّنا سنكون أمام سياسات مختلفة، وفي حقيقة الأمر فإنّ الكثير من الأطراف الفاعلة تهيئ نفسها لهذه التغيرات، ولعلّ ما يجري على الأراضي السورية والعراقية، وخصوصاً حلب والموصل يؤشران على الأمر.
تلك الأطراف الدولية والاقليمية تحاول تحقيق أكبر عدد من الأهداف في الوقت الضائع الذي يفصنا عن تسلّم ترامب الرئاسة، ويشي سياق حركة الرئيس المنتخب أنّ إدارته ستكون يمينية متطرفة تلعب فيها إسرائيل دوراً مركزياً، وقد يكون من المبكّر توقّع شكل الآتي، ولكنّه ليس ضرباً في الغيب القول إنّنا سنشهد توترات أكبر، وتحالفات ستذكرنا بأيام الحرب الباردة، وربّما الساخنة أيضاً.