الاستقالة من النواب

مطر بحجم حبل غسيل غابت عنه الثياب وملاقطه، داعبتها الريح بعنف ولم تسقط وتنتظر ما يعلق عليها ويكون نظيفا حقا، ولم تحظ بعد بفرصة جدية رغم صلاة الاستسقاء ومعلوم انها تحتاج لقلوب نظيفة اصلا، وليس لترتيب مع الارصاد الجوية. ووزير من الحكومة يؤكد ان الضرائب الجديدة التي سترفد الموازنة هي في صالح المواطن الذي سيتحملها وليس معلوما إن كان في مقدرته دفعها اصلا بظهر منحن بزاوية منبطحة ما عاد قادرا على مجرد الزحف والحكومة تصر على انه بطة.
ونواب اشاوس مع حماية جيب المواطنين وسيارتهم المتهالكة، واكثرها دون موديلات التسعين من القرن الماضي، ولا يريدون زيادة المخالفات عليهم رغم كثرتها، وتكشف ان الرقيب الهزايمة يمثل الشعب اكثر منهم لما جمع اقرانه للتبرع بالدم لمريض سرطان وتنازل عن مخالفة.
ومع تخفيض اسعار المحروقات تبين الانحياز لأوكتان 95 بما يؤكد هوية الحكومة الطبقية، ومع من تقف تماما، وقد عمدت حكومة قبلها إلى اعفاء الكاشو من الرسوم الجمركية.
لن يمر وقت طويل ليترحم الناس على حكومة النسور، وسيكون لسان حال ابي زهير بقول «لن تعرف خيري إلا لما تجرب غيري». وبمجمل الاحوال لا مناص من تمرير النواب لموازنة الضرائب الجديدة التي تجري مناقشتها الان، وهي ليس فيها ما يوازي الاعباء على الشعب بزيادة دخلهم، او مجرد النظر اليهم بعين العطف، ولو بمجرد وعد.
والحكومة التي حصلت على ثقة وصفت بـ»المريحة» لن تريح الناس أبدا، فكيف يستوي تمثيلهم ممن انتدبوهم في هذه الحالة، او ربما سيتم تبني مشروع منهم لتوزيع الملوخية الناشفة تعويضا، وهنا يكمن سر الخلاف مع الصحفيين الذين كشفوا المفاجأة.
الصامت عن الحق شيطان اخرس، وبحجة شروط البنك الدولي سيظلم الناس اكثر، ومعه لا يعود كافيا التصويت ضد الموازنة فقط وانما الاستقالة من مجلس النواب، وهذا عمل سياسي حقيقي وكبير، والقادرون عليه ليسوا نواب الاصلاح والتغيير فقط، فربما هناك غيرهم ايضا يفضلون الانحياز للشعب اكثر.