كلام في الإستثمار
كلام في الإستثمار
بقلم: شفيق الدويك
فش شهرين، و الله حطهم يا خالتي الفين ليرة مره وحده تحويشة أربع سنين ، و طلع مديون بخمسين ليره لمعصرة لطحينيه بوسط البلد نسيب أم أحمد الناصحه !
من أول ما عرظ عليّ الفكره، حكيتله يمّا عمرك ما قليت بيظه، و كيف بدّك تفتح محل حمص و فلافل ؟. خلّيك بشُغلك و الله كريم، عندنا في الحاره مطعم فلافل كبير من زمان، و صاحبه معلم و عنده زباينُه، و اللي مش كارو* يا نارو.
أصبر شويه يمّا، بلكي تعلّمتلك مهنه بسيطه، حداد مثلا، بتتعلم و بتصرف شويه من تحويشتك لحد ما تفهم المهنه سنة زمان أو أقل.
حكالي: أي هي الشغله يمّــا صنع طيّاره ؟ ، لو بعنا لقرايبنا و للعمال بنعمل عشر ليرات في اليوم . كويسات ، وبظل قريب من الدار، بدل ما أتبهدل بالمواصلات و الأكل و أتأخر كل يوم. خلّوا الواحد إيجرّب حظه!
مش إنتي آخر مره لما رموني بالشارع مخازن الإسمنت حكيتي لخالي: " و الله يا خوي تقول بِس أسود كبير جوعان واقف عشباك ناس طابخة سمك راسُه مقطوع و رماه صاحب الدار في الشارع. آخ ... و الله يا خوي رُكبي ما هي حاملتني من همي، و تقول لُقمه كبيره واقفه عباب معدتي مدقره مش راظيه تنزل، و خايفه من دسك رقبتي أشغّل المروحه تنشل إيدي. روحي مفرفطه حاسستها بدها تطلع يم ! "
و الله يا خالتي دعيتلُه ربنا يوفقه بعد ما عجزت و أنا بحكي معاه وذاب لساني، و إشتغل زي الناس أول أسبوعين، و بعدين حتى نسايبُه بطّلوا يشتروا منه. إللي أكل ما رجع !
يا خالتي لا الحمص زبط معاه، و لا الفلافل كمان.
دفع القرشين اللي حوّشهم على خلو المحل، و إيجار نص سنه، و حق العِدّه، و رجع عامل عند هشام من أول و جديد، مهو اللي مش كارو يا نارو، و الله يستر يا خالتي.
*الكار: مصطلح قديم كان يُطلق على الحرفة أو المهنة أو الصنعة.