أثارة من «وصفي التل»
لقد كنت «ابن القبيلة» قبل اي شيء آخر. وقد تقمصتني «روح القبيلة» فكانت تلك القصيدة. واذا كان الفيلسوف الالماني هيجل يرى ان «الدولة» امتداد للاسرة فان بي ان اسأل نفسي: الى اين امتدت بي روح القبيلة التي املت علي قصيدتي، واين انا الآن من هذه الروح، والى اي فضاء افضت بي، واي امد انتهيت اليه بعدها بخمسة وأربعين عاماً.
الحق اقول انها اسئلة يتقرر، بالاجابة عنها، مصير احدنا وترتسم آفاق وجوده، ولكنني على الرغم من ذلك، اعرف اجوبتها من نفسي التي لا تجد حقيقتها في الأفق الانساني الواسع، ولا تسكن الى انتماء حميم سوى هذه الرحم الانسانية الجامعة التي تجعل الارض كلها لي (كما في الهدى النبوي الشريف) مسجداً وطهوراً أو تجعلني مواطنا عالميا اؤمن بوحدة الخلق ووحدانية الخالق سبحانه، وبأن الخلق عيال الله، كما قال رسولنا الكريم صلوات الله وسلامه عليه، أحبّهم الى الله انفعهم لعيالِهِ، وان الانتماء الكوني الواسع لا يمنع من اي انتماء صادق حميم دونه.
رحم الله وصفي التل، فقد عبرت بنا - من قريب - ذكراه.