الواتساب



ماذا لو قلت الآن كَذِباً ( إحذروا فالصينيين الآن يقومون بتعليب الأحشاء الداخليه للموتي ويقومون بتصديرها للشرق الأوسط ) ونشرتها على تطبيق الواتساب أو من خلال موقع التواصل الإجتماعي الفيس بوك , ما أنا متأكد منه سيتم مشاركتها وتداوله بين الناس ويتناقلونها بينهم وربما ستعود وتّرِد لي مره أخرى بعد عامين لِتُحذرني من ذلك وبعنوان جديد أنشرها ولا تجعلها تقف عندك .

ما أود قوله هو أننا مازلنا لا نفلتر ولا نبحث ولا نُمحص ما يرد إلينا من خلال مواقع التواصل الإجتماعي لنقوم بإرسالها للأصدقاء من غير أن نُفكر بها وبمضمونها وما ترمي إليه وهل يستوعبها العقل الناضج أم لا , لا يجب ان نكون إمعات وأدوات نوجه من خلال بعض الأشخاص وممن لا يحملون فِكراً أو علماً .

كنت مرتاحاً جداً قبل أن أقوم بتنزيل تطبيق الواتساب على هاتفي الخلوي المتواضع , بعدها والله لم أجد الراحه من خلال إضافتي لبعض المجموعات بدون رغبه مني حيث تردني كل يوم مئات الرسائل من مقالات وأحاديث نبويه معظمها غير صحيحه وباطله ولم تثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم وأرسلها لخمسه وعشرون وستسمع خبر يسرك وإن لم ترسلها ستصحو صباحاً لتجد مصيبه بإنتظارك والكثير من الفيديوهات والمواضيع التي لا يمكن أن تثري العقل وتؤدي لرساله مهمه ممكن أن أستفيد منها .

لم يتم إختراع تطبيق الواتساب للغايه التي نشاهد بها البعض يستخدمه فهو وُجِد للتواصل الخفيف اللطيف بدون المبالغه بنشر المقالات الطويله والنكات اللا أخلاقيه أو التحذيرات الغير منطقيه مما جعلنا مشغولين به وبصوت تنبيهه المزعج والذي أصبح يطغى على أحاديثنا وتواصلنا الشخصي الحميمي وحتى ما بين العائله الواحده أو ما بين الأصدقاء وبالواجبات الإجتماعيه من أفراح وأتراح فتجد الجميع مشغول به ومنفصل عن العالم وما يدور حوله .

قبل أيام كنت أقود سيارتي في شارع الجاردنز إحداهن وبصحبتها طفلها الذي لا يتجاوز السنتين قام بقطع الشارع وهي منشغله بهاتفها ولولا لطف الله لكنت قد دهسته .

حاول أن تسترق النظر إلى السيارات التي تقف بجانبك على الإشاره أومن يقودها في الشارع العام والشوارع المكتظه والخطره ستجد معظمهم منشغل بهاتفه ومن نتائج ذلك حرب الشوارع وما تخلفه من قتلى كل يوم .

لا ما نع من إتباع التكنولوجيا وإستخداماتها ولكن بالطرق المعقوله والتي لا تشغلنا عن أهدافنا وواجباتنا وأن نعي الطريقه المثلى بإستخدامها وما ننقله من خلالها .