جامعاتنا بين الاعتصامات والمشاجرات



لإدارات جامعاتنا وجهان؛ وجه حنون وعاطفي كقلب الأب حتى وهو يعاقب أبناءه فإنه لا يذهب بعيدا في العقوبة وينتظر أي لحظة أو وساطة للعفو.
ووجه آخر قاس كقلب خصم عنيد ينتظر اللحظة المناسبة للانقضاض على خصمه، وجه لا يعرف الرحمة ولا الرأفة، ولا ينتظر منه المسامحة.
هذان الوجهان تستطيع رؤيتهما بوضوح في تعامل إدارات جامعاتنا مع طلبتها، فعندما يتعلق الأمر باعتصام أو دعوة لاعتصام لمطالب أكاديمية أو مالية أو مجتمعية أو سياسية (وهنا الكارثة) تظهر إدارات جامعاتنا الوجه القاسي العنيد الذي يصر على إيقاع أقسى العقوبات وتنفيذها.
في المقابل تظهر إدارات جامعاتنا الوجه الحنون وقلب الأب العطوف حين يتعلق الأمر بمشاجرات عنيفة بين مجموعات طلابية تهرق كل قوانين الجامعة، بل تهرق كل الأسس التربوية، شريطة أن تكون تلك المشاجرات لأسباب غير مطلبية وغير سياسية.
للأسف إذا بقيت إدارات جامعاتنا تتعامل بأسلوب الوجهين هذا، فإننا سنشهد بين الحين والحين مشاجرات عنيفة ستهز صورة التعليم الجامعي في الأردن الذي يتفاخر به مسؤولونا ليل نهار.