مناهج التعليم تحتاج إلى إضافة مهارات أخرى

اخبار البلد-

 



كنت قد نشرت مقالاً في الرأي 6/ 10/ 2016 بعنوان (تبديل التبديل وتعديل التعديل في المناهج الدراسية). وبعد الضجة التي حدثت حول مناهج التعليم قام معالي الدكتور محمد الذنيبات نائب رئيس الوزراء / وزير التربية والتعليم بتشكيل لجنة لدراسة المناهج المدرسية – من عشرة علماء واساتذة برئاسة د. خالد الكركي. وقدمت اللجنة تقريرها قبل اسبوع: حيث وجدت بعض الملاحظات التي وردت في الكتب المدرسية الجديدة كانت في مكانها الصحيح والبعض لم يكن. تم عرض تقرير اللجنة على مجلس التربية لتنفيذ التوصيات في الكتب المطبوعة بإشراف اللجنة. التقرير تضمن ثلاثة جوانب (1) الاجراءات التي اتخذتها اللجنة خلال دراستها المناهج والكتب الجديدة (2) جملة ملاحظات وتوصيات عامة متعلقة بمباحث التربية الاسلامية واللغة العربية والتربية الوطنية والتاريخ. (3) ملاحظات تفصيلية لكل بحث. (حجم التقرير 60 صفحة). قرأت مقال د. مروان المعشر الذي نشر في (الغد) 9/ 11/ 2016 بعنوان (اصلاح التعليم اهم الجدل القائم) باعتقادي ان المقال يحتوي على نقاط هامة قد تفيد ان نأخذ بها وملخصها (1) اعتماد فلسفة وتوعية التعليم وطريقة التدريس ونوعية المناهج في مدارسنا على الاسلوب التلقيني الى ابعد الحدود. (2) كما انها في المناهج الانسانية اعتمدت اسلوب الحفظ المعتمد على نص معين وعدم اعطاء المجال للطالب الاطلاع على نصوص اخرى. (3) عدم اعطاء المجال للطالب لمناقشة المعلم او المعلمة فيما يدرس وتجنب الاسس النقدية. ويقول: نريد اجيالاً مبدعة تتعلم التفكير الحر وكيفية حل المشاكل اي نظام تعليمي جديد(انتهى الاقتباس).


باعتقادي ان هذه الآراء ايجابية ولا حاجة للاستعجال والانفعال فلدينا الوقت. وكل مناهج المدارس تتغير باستمرار في كل دول العالم. ولا يجب ان يركز النقاش والتعديل والتبديل والالغاء على موضوع الدروس الدينية فقط. ذكرت في مقالي (6/ 10/ 2016) ان وزارة التربية والتعليم في جمهورية مصر قد شكلت لجنة موسعة تمثل كل قطاعات المجتمع المدني والمؤسسات وانبثق عنها (15) لجنة لمراجعة المناهج – وبعد سبعة شهور من العمل المتواصل كانت النتيجة حذف بعض المواد الدراسية لأعلى حد 60% وتعديل بعضها لحد 70% وقد شمل التعديل الديانة الاسلامية والمسيحية التي تدرس في المدارس ولم يعترض احد ولم تقم اضرابات. المهم الاعلان يوم 14/ 11/ 2016 ان مجلس التربية اعتمد تقرير لجنة مراجعة الكتب المدرسية وانها تنسجم تماماً مع فلسفة التربية والتعليم وان الكتب ترسخ قيم الدفاع عن الدين والوطن. اود هنا ان اتحدث عن الحاجة الماسة الى اضافة مهارات تعليمية اخرى كجزء هام من عملية التربية والتعليم للطلبة وهي امور ابداعية (Creative) وهذا يشمل مراحل: الروضة والابتدائية والاعدادية والثانوية. والمهم عندما تتحدث عن تلك المراحل يجب وضع تعريف لأعمار الطلبة لكل مرحلة. فمثلاً كلمة (ولد صغير (KID) تعني طفل – لكلا الذكور والاناث (ما قبل مرحلة البلوغ) وهذا ما ذكره د. (Duv Kazin) في كتابه الصادر (2007) بعنوان (Gender Medicine) – ويعني الجنس (من حيث التذكير والتأليف لغوياً) ويذكر الكاتب انه بين الاعوام (1855 – 2005) – (160) عاماً – لاحظ ارتفاع متوسط العمر المتوقع في الدول النامية حيث كان (42) واصبح (80) عاماً. اما العالم (Roy Porter) في كتابه (The Greatest Benefit To Mankind) وضع تقسيماً للفئات العمرية للجنسين. اما معرفة التعريف بعمر الطالب فذلك شيء مهم – يساعد على فهم قياسي لعمره مقابله تعلمه والمواد التي يتعلمها او الامور الابداعية التي يمارسها لذلك كان التقسيم العمري كالاتي: (1) مرحلة الرضاعة: من الولادة حتى سن العامين. (2) الطفولة – من عامين حتى سن البلوغ 16 عاماً- وهو سن الرشد (Puberty) ويسمى (Young Adult). (3) سن الرجولة (Adolescence). (16 – 30عام) (4) سن النضوج العقلي والجسدي والادراك (Mature Adult) – اي فوق (30) عاماً.

اما سن الشيخوخة فكما عرفته الجمعية الامريكية للمسنين فهو (85) اذا كان الشخص لا يعاني من امراض عقلية او عضوية مزمنة وحادة. اما العودة لعلاقة التربية والتعليم بسن الطلبة فهناك حقائق ثابتة بان التربية والتعليم يتشاركان بهما كلا البيت والمدرسة. اعود للنقطة الهامة في مقالي بان مناهجنا الدراسية خاصة للطلبة من فئات الاعمار (7 -16) تركز على مواضيع اساسية تشغل معظم اوقات ونشاطات الطلبة وهي: القواعد، الحساب، الجغرافيا، التاريخ، الدين، لكن للأسف تشمل القليل من التعليم في الامور الابداعية (Creative). اي امور فنية ذات ذوق رفيع (Artistic) او اصيلة مبتكرة (Original) والتي تشمل: تعلم الخط، والرسم، والموسيقى، واللغات والتمثيل والغناء والرقص (خاصة الشعبي)، والرياضة ثم الكشافة والتي تؤدي لمهارات ونتائجها الايجابية بناء الشخصية. وهذا ما تشمله مناهج الدول التي تقدمت عنا ووضعت هذه الامور الابداعية ضمن مناهج التعليم. كما نحتاج لمزيد من الوقت – ولو كان اضافياً بالنسبة للطلبة لتعلم هذه المناهج الابداعية. كما نحتاج الى مدربين ومدرسين وادوات لتدريب الطلبة عليها. وهذه الفعاليات تؤدي الى المنافسة لأنها تحتاج الى جهد والى تفكير خلاق ورغبة عند الطلبة للقيام بها حتى تصل المنافسة الى مرحلة الاتقان وتقابل بجوائز تقديرية. وقد يفتح امام الطلبة مثل هذه الفعاليات امامهم مستقبلاً يختاره بعضهم ليس فقط كهواية بلا كمهنة. فهناك تفاؤل بان مثل هذه الفعاليات قد بدأنا نلاحظها في الاعلام العربي خاصة التلفزيون ومعظمها منقولة عن الغرب. واذكر هنا برنامج هوايات الاطفال (Voice Kids) التي تبثه محطة (MBC) والذي يشجع الاطفال بين سن (7 -16) على الابداع والتميز. وهنا اود ان ابعث بالتحية والتقدير الى صاحب فكرة هذا البرنامج (ممثل الامين العام للأمم المتحدة للطفولة المشردة) الفنان الكبير (القيصر) كاظم الساهر والفريق الذي يعمل معه.

 

 

طباعة
طباعة مع التعليقات