وزير العدل الأردني المستقيل لـ'القدس العربي': عبرت عن قناعاتي والخلافات جذرية وتطال الرؤيا والسياسة والإستراتيجيات

 بسام بدارين - أكد وزير العدل المستقيل من الحكومة الأردنية والشخصية القومية البارزة حسين مجلي أنه إستقال من الحكومة الخميس للأسباب الحصرية التي ذكرها في رسالة الإستقالة مؤكدا في تصريح للقدس العربي بأن إستقالته لا علاقة لها إطلاقا بأي ملفات أو أسباب أخرى غير تلك التي وردت في مضمون ونص كتاب الإستقالة.
وقال مجلي ان قراره بالإنضمام للحكومة أصلا كان إجتهادا وسعيا نحو الإصلاح وكذلك إنسحابه من الفريق الوزاري.
وشرح مجلي: هذا إجتهادي حصريا كما عبرت عنه في مضمون الإستقالة المعلن.. وهذه قناعتي كما عبرت عنها تماما.
وسألت 'القدس العربي' مجلي عن تركيزه على قصة الإرتباط بالمشروع الأمريكي والصهيوني في المنطقة؟.. وأجاب: أليس الأمر كذلك في الواقع؟
وشدد مجلي على انه حاول وإجتهد مشيرا الى ان الخلاف مع بقية الجسم الحكومي ليس هامشيا أو يتعلق بأي قضية مطروحة للنقاش بل هو خلاف جوهري وجذري لا يقف عند حدود المواقف والقرارات وآليات العمل وإتخاذ القرار بل يشمل الرؤية والواقع السياسي والموقف السياسي والإستراتيجي كما يشمل السياق الثقافي نفسه. وكان مجلي قد أثارالجدل عندما إنضم بعد توزيره بأيام فقط لإعتصام في الشارع يطالب الحكومة بالإفراج عن الجندي احمد الدقامسه المتهم بقتل سبع تلميذات إسرائيليات في حادث الباقورة الشهير وتقدم مجلي بمبادرة فعلية لتأمين الإفراج عن الجندي الذي كان مجلي ممثلا قانونيا له في المحكمة عندما برزت قضيته.
مستويات الإثارة رفعها الرجل عندما تقدم بكتاب إستقالة غير مسبوق يعترض فيه على بقاء بلاده 'خنجرا' في يد التحالف الأمريكي الصهيوني يضربنا من الأمام والخلف كما قال.
وفي النص ربط مجلي وهو محام بارز في عمان بين إستقالته من منصبه وبين المشروع الأمريكي الذي يستهدف خاصرة بلاد الشام في الأردن ولبنان وسورية ولوحظ بان مجلي إستقال من منصبه بعدما شارك في حفل عشاء مثير للجدل أقامه الاربعاء في عمان السفير السوري لنخبة من المثقفين والكتاب والإعلاميين.
وشدد كتاب إستقالة مجلي على ان السياسة الدولية للأردن يجب ان تنبثق من ضرورة إدراك ان الولايات المتحدة هي عدو العرب الأول في التحدي الذي يواجه الأردن والأمة العربية، وما دامت السياسة تبنى على جهل او تجاهل او المكابرة في هذه الحقيقة فستبقى سياسة الحكم في الأردن خنجراً بيد التحالف الأمريكي الصهيوني يضربنا من الأمام والخلف.
وقال مجلي في إستقالته إن المنطلقات الأساسية التي يجب أن تحكم سياسة كل حكومة عربية هي أن التحدي الذي تواجهه الأمة وكل بلد عربي هو الصهيونية و'اسرائيل' فقط وإخراج الولايات المتحدة عن كونها العدو الرئيسي والمهندس الأعظم في صنع هذا التحدي والعمل المخطط لهزيمة الامة العربية مجتمعة إنما هو تحديد جاهل أو متجاهل أو مكابر.
وقال إن الأردن بموقعه خط الدفاع الأخير عن المشرق العربي والجزيرة العربية وهو البلد المستهدف أولاً ومباشرة من قبل العدوان التوسعي الأمريكي الصهيوني المبيت. ويشترك مع الأردن في ذلك بحكم الموقع سورية ولبنان والمخططات الأمريكية ليست معنية بالدفاع عن كيان الأردن ونظامه ولا تتناقض في شيء تجاه الأردن مع المخططات الصهيونية.
وقال مجلي: تنص المادة (45) من الدستور على أن 'يتولى مجلس الوزراء مسؤولية إدارة جميع شؤون الدولة الداخلية والخارجية'، والسؤال المطروح الان على الجميع: هل يقوم مجلس الوزراء بما يأمره الدستور أن يقوم به؟
وأوضح 'لقد اجتهدت وشاركت في الحكومة على اساس أن أداء العدل هو القضية الاهم في الوطن وهو قضية وطنية وقضية أمنية، فوجدت أن هنالك قلباً للأولويات وأنه قد اتسع الخرق على الراتق وأن هنالك فجوة واسعة جدا بين الطموحات والامكانيات وأن طريق الاصلاح مسدود ويستحيل التقدم على الطريق المسدود وكان اجتهادي أن هنالك أردناً جديداً يمكن أن يبنى على أسس جديدة ويمكن أنني اخطأت في الاجتهاد وخوفاً من أن تبتلعني سياسات نقيضة لقناعاتي فإنني اقدم لكم استقالتي'.