مناقشة لمقالين أو تحرش بزميلين



لعلها البدعة الخالية من الضلالة التي اطلقها الزميل عريب الرنتاوي بالتحرش بالزملاء لاستثارة الحوار البيني هي التي قادتني الى الكتابة عن مقالين او التحرش بزميلين استثارني ما كتباه أخيرًا حول قضايا جدلية تستحق الحوار والتثقيف، فما كتبه الزميل ياسر الزعاترة على صفحات الدستور امس بعنوان " من فضائح ادعياء الممانعة " حمل الى جانب فجاجة العنوان ما يحتمل السؤال المعكوس طالما ان الارضية التي تفصل بين الفضيحة من غيرها، العلاقة مع الكيان الصهيوني، فوجب استخدامها كمسطرة قياس للعلاقة مع كل الدول وبالتالي، هل يمكن قراءة حلفاء الدولة التركية الموغلة في العلاقة مع الكيان الصهيوني بالعين نفسها التي قرأ بها الزميل ياسر فضائح ادعياء الممانعة، وهل ينطبق مفهوم الفضيحة على التيار الحمساوي الذي اشار اليه في المقال، فالأصل ان تكون المسطرة واحدة .

هذه ليست اسئلة للمناكفة بقدر ما هي اسئلة لترسيم الفواصل وتحديد المفاهيم لضبط المصطلح واستخدام ادوات قياس موحدة للأحكام على الآخر الذي نسعى الى تأصيل مفاهيم الاختلاف معه وليس تأسيس الخلاف معه والبناء على الخلاف مداميك الوصول الى القطيعة كما هي الحال اليوم بين المختلفين، فالمصطلحات التي استخدمها الزميل ياسر مصطلحات قطيعة ويمكن ان يردها الآخرون بسهولة، اما من بوابة المواقف السابقة حيال ايران التي كانت مهوى الافئدة لممانعتها، والفقيه وولايته ليست جديدة على ايران كما خامنئي ذاته، وكذلك استحضار تصريحات زعماء الدولة التركية حيال الكيان الصهيوني .
الافراط في استخدام المصطلح القاسي واستحضار تصريحات المسؤولين الغربيين لن يلغي اصل الخلاف مع ايران ومع قوى الممانعة، فالمسألة السورية هي جذر الخلاف وكان الموقف من الانقلاب في مصر ثاني الاثافي وما زال المعيار الاساس في اصدار الاحكام هو الازدواجية ودور الولاء الجغرافي في تحديد الموقف، فما يقبله الممانع السوري يرفضه الممانع التركي وكلاهما متورط في المسطرة الحولاء، اضافة الى انعدام البرنامج المضاد والاكتفاء بالمصطلح الجاهز او المُعلّب لقصف الخصوم وان جار الزميل ياسر في المصطلح هذه المرة بأكثر من الحدود المسموحة في الخصومة السياسية .
المقال الثاني الذي اثار حراكا ذهنيا، كان مقال الدكتور بسام العموش التي حمل عنوان " الى قادة الإخوان " ويقصد جماعة الإخوان بنسختها الأصلية والتاريخية، مطالبا الجماعة بالتخلي عن الاسم القديم والبرنامج القديم فلا قداسة لاسم الجماعة، وتلك دعوة صادقة في جانب ودعوة ملتبسة في جانب اخر، فجانب المطالبة بتغيير الاسم في جَور على الجماعة التي حملت اسمها منذ العام 1928 قبل ان تقتنصه مجموعة من الخارجين على الجماعة ومن رحمها بترتيبات متعددة الاطراف وبتواطؤ مع اطراف كثيرة من اجل خلخلة الجماعة وخلخلة مواقفها وليس بدافع الضغط لتغيير البرنامج او على الاقل اجراء مواءمة بين الواقع والموقف وضرورة التجديد ولا اظن ان التجديد يشمل الاسم بأي حال من الاحوال فكل الاحزاب والحركات حافظت على اسمها منذ قرون كما في الديمقراطيات الراسخة ولكنها كانت تغير ادواتها وتطوّر نهجها في كل دورة انتخابية او بعد كل هزيمة ديمقراطية .
توجيه النصيحة الى الإخوان واجبة من أخٍ قديم، وربما تكون اكثر اهمية ودلالة من نصائح الاخرين، ولكنها عرجاء بالمعنى السياسي، فثمة طرف اخر يجب توجيه النصح له وهو الحكومة والاجهزة الرسمية التي تغلق اذانها عن صوت الجماعة وتقفل ابوابها في وجه وفودها، واذا كان التغيير واجبا على الجماعة في البرامج وليس الاسم فانه واجب ايضا على الآخر الذي يقرأ المشهد بحول سياسي كما قرأته الجماعة في مرحلة سابقة .
Omarkallab@yahoo.com