فتح تسير إلى حتفها بالمؤتمر السابع



بالقطع لم يتوقع رئيس وزراء الكيان الصهيوني ان يعلو الأذان الذي منعه ان يرفع في الأقصى الشريف في كنائس القدس وبيوتها، وان يتعالى الأذان اكثر ليعلو فوق منازل في كل العالم كله، فهو قرأ اللحظة الفلسطينية بعين السلطة الوطنية وفصائلها المتشرذمة ومن واقع الانظمة العربية المتهالكة بعد الربيع العربي، فكانت حسبته دقيقة بالمعنى السياسي الرسمي والفصائلي الفلسطيني، بل هو استنهض مقولة غابت عن الاذهان وقدمها بتطبيق عملي فمقولة " عدو عاقل خير من صديق جاهل " غابت عن الاذهان او كادت، ونستأذن العقل الجمعي بأن نُحرّف بعض كلماتها كما في العنوان، فالسلطة التي لا تتقن تفاصيل واقعها الوطني واستحقاقات هذا الواقع تخالف دورها وجذر وجودها ويصبح العدو العاقل خيرا منها بالضرورة والوقائع .
العدو العاقل بمعنى الذي يستخدم عقله وحسابات اللحظة افضل للحالة الفلسطينية من السلطة التي تترنح تحت ضربات الاقليم والواقع العربي والتغيرات الكونية ومع ذلك تسير مسرعة نحو الهاوية من خلال اعلاء الفرقة الوطنية والفصائلية وترفض الاستماع الى صوت العقل والى نصائح الاصدقاء والعارفين بخبايا الامور والممسكين على جمر الوفاء لارث الحركة الفتحاوية وسر نجاحها، فهي حركة استوعبت الاضداد فكريا وصهرتهم في خندق نضالي واحد ونجحت فتح في استقطاب اليساري واليميني والوسطي تحت رايتها كحركة تحرير وطني قبل ان تصبح تنظيم كل من لا تنظيم له، فكل فلسطيني، فتح، الى ان يثبت العكس .
في البواكير اتقن المؤسسون معنى الفتح فقلبوا حركة التحرير الوطني الفلسطيني – حتف – الى مفردة واحدة جمعت كل الاضداد – فتح – ولكن ورثة الحركة سيجعلونها حتف، للحركة ولفلسطين بعنادهم ورفضهم الانصياع لمنطق الحركة النضالي وظروف الواقع الكئيب الذي تعيشه الحالة الفلسطينية والذي يتطلب العودة الى بواكير الفتح واسباب نجاحه والتفاف الجماهير حوله من فلسطين وخارج فلسطين، فما زالت ذاكرة الفتح مشتعلة بالاردني وباليمني والكويتي الذين اجتمعوا في خندقها مع الفلسطيني من اجل الفتح لارض الطُهر والعودة الى ثرى فلسطين كل فلسطين، فهل يسعى سدنة الحركة اليوم الى التدثر برداء السلطة المنقوصة والذي لا يمنح الدفء لهم اولا ولا لابناء الضفة والقطاع ويسوقون فتح الى حتفها ؟
سؤال مطروح بقوة الواقع ومسنود بفقه اللحظة الراهنة، ونحن نرى اجواء المؤتمر السابع وتفاصيل اعضائه فالاب والام والابن سيلتقون على مائدة المؤتمر وربما يحضرون بعض السندويشات وما تيسر من لوازم طقوس الرحلة العائلية، فالعضوية باتت حسب دفتر العائلة وشهادة قيد النفوس وليست حسب أطر الحركة وقواها التنظيمية وتراتبية المناطق وحضورها التصويتي، مثل كل المؤتمرات الحزبية والمؤتمرات التنظيمية، فثمة ما يُطبخ في مطبخ السلطة العائلي لتمريره على الشعب في الداخل والشتات، فالسياق العام يؤكد اننا امام لحظة انهيار عام في الجسم الوطني الفلسطيني وتراجع مقاومة هذا الجسد للسرطان الصهيوني .
رائحة الحريق الوطني تزكم الانوف، ورائحة الدم تخرج من بين المقاعد وتسيل على ارصفة الطرقات والجميع يشاهدها الا سدنة الحركة ممن حلموا بالسلطة حتى ولو على مداخل منازلهم وحدائقها فقط، والانواء تحمل رياح السموم دون ادنى مراجعة للمواقف، فقد سبق السيف العذل ولا مكان للحلول الوطنية الكبرى بعد اسبوع واحد فقط، وسنعيش لنرى كيف ان العدو العاقل منحنا فرصة التوحد حد رفع الاذان في الكنائس فيما يسير الفتحاويون الى حتفهم بسرعة دون تقدير لعواقب الاصطدام .
omarkallab@yahoo.com