المخدرات.....والاعلام !

 


كثر الحديث في الآونة الأخير عن المخدرات بأنواعها حيث لم تبق وسيلة اعلام أردنية مرئية أو مسموعة أو مقروءة الا وخصصت مساحات من برامجها وصفحاتها للحديث عن هذا الموضوع ، ولم يقف الوضع عند هذا الحد بل اشبعته مواقع التواصل الاجتماعي من تويتر وفيسبوك وانستغرام وغيرها بحثا وتعليقا لدرجة كبيرة.

نحن نعلم أن هذه الحملة الاعلامية جاءت كرد فعل لجريمة طبربور (قاتل أمه) الغريبة عنا في الاسابيع الماضية ،والتي أثارت ضجة كبيرة في مجتمعنا....، تلك الجريمة التي نستنكرها وندينها من مختلف النواحي ، الأمر الذي حفز الكثير من أصحاب الرأي وأصحاب القرار على التعريف بالمخدرات وخصوصا مادة الجوكر المخدرة التي كان القاتل يتعاطاها وادت به الى ارتكاب هذه الجريمة.

ونحن نعلم ايضا أن على الاعلام مسؤولية كبيرة في تنوير المجتمع بمثل هذه الأمور بمختلف الوسائل ، غير أن الخطورة تكمن في كيفية الحديث عن مثل هذه الموضوعات ، وكيفية ايصال الرسائل الايجابية الى فئة الشباب التي تشكل غالبية فئات مجتمعنا ، فكثير من الشباب كان يسمع عن المخدرات ومخاطرها..غير أنه لم يكن يسمع قبل وقوع جريمة طبربور بمادة الجوكر بالشكل والطريقة التي أصبحنا نسمع ونقرأ عنها حاليا.. اذ أن تكرار هذا الاسم في وسائل الاعلام التي أصبحت تصل الى الصغير والكبير على الهاتف الخلوي في أي لحظة قد يقود هذا الشاب الى تجربة هذه المادة المخدرة.

وهنا تكمن الخطورة الاكبر فكما يقول الاطباء والمختصون ان سيجارة واحد ة قد تؤدي الى ارتكاب جريمة ليس ضد الآخرين ، وانما قد تودي بحياة صاحبها لما لهذه المادة من تأثير خطير على صحة الانسان وقلبه ودماغه ، كما أنها تجعل الفرد فاقدا للاحساس والشعور والعاطفة وبالتالي ارتكاب الجريمة حتى ضد اقرب الناس اليه.

هي دعوة للمسؤولين عن وسائل الاعلام لمتابعة البرامج وما يعرض ومايقال ويكتب عبر الوسائل المختلفة عن قضايا المخدرات، كي نضمن وضعها في سياقها الصحيح والمعتدل في وسائل اعلامنا ضمن اطار برامجنا وأبحاثنا ودراستنا مع التركيز على مخاطر المخدرات بكافة أنواعها على الفرد والمجتمع وطريقة الوقاية منها وطرق العلاج ، وتوجيه الشباب والمجتمع نحو الايمان القويم و العمل الصالح والبحث عن التفوق والابداع حتى لا تصبح هذه الوسائل مراكز ترويج لتلك المواد المخدرة من خلال عرضها وابرازها والحديث عنها بطرق غير مناسبة.