كفر قدّوم وذكرى من د.قاسم الريماوي

 

في سبعينات القرن الماضي سعدت بمعرفة الدكتور قاسم الريماوي - رحمه الله - حين كان يلقي محاضراته القيًمة علينا في الجامعة الأردنية في مادة «اجتماع تربوي». وسعدت أكثر حين قرأت كتابه القيًم «التحدًي الصناعي في مصر» في الفترة الناصريّة. وازددت حباً له وتقديراً حين كان يحدثنا عن النضال في فلسطين قبل عام النكبة الأولى 1948. وكنا نرى النشوة النضالية فيه وهو يحدثنا عن المقاتلين أو المجاهدين الذين كانوا يلتحقون به، وهو نائب المناضل الكبير عبد القادر الحسيني –رحمه الله- وخاصة الذين كانوا يأتون من ضفة الأردن الشرقية أمثال حمد بن جازي-رحمه الله- وعن أول الشهداء الأردنيين كايد عبيدات-رحمه الله- أيضاً، على أرض فلسطين..

وقد كان يفتخر –رحمه الله- بأبناء الأرياف والقرى الذين كانوا السباقين إلى النضال ومحاربة شراذم اليهود القادمين لاحتلال أرضهم التاريخية.

وها هو التاريخ يعيد نفسه في الانتفاضات الفلسطينية المستمرة حتى زوال الاحتلال -بإذن الله- ولو بعد حين.

فأبناء كفر قدّوم وغيرهم من أبناء القرى الفلسطينية أصبح النضال عاداتهم اليومية في ظل الخطط الصهيونية الممتدة منذ مؤتمر بال في سويسرا عام 1878 وإلى ما شاء الله لهؤلاء الطغاة أعداء الشعوب.

وحين أرى مناظر القدّوميين أتذكر زميلنا العزيز الأستاذ جهاد القدومي إذا لم تخني الذاكرة حين كنا زملاء في مدرسة الزرقاء الثانوية في السبعينات من القرن الماضي، بعد أن ذهب في دورة إلى بريطانيا وكيف كان يغيض عملاء الموساد حين كان يشرح لزملائه في الدورة عن جرائم اليهود في فلسطين.

ونتيجة لذلك فقد دبروا له مكيدة خسيسة حيث اختطفته مجموعة إرهابية من عملاء الموساد،وعذبوه بإطفاء السجائر في صدره وظهره حيث ما زالت الحفر الغائرة في جسده تتراءى لي بين الحين والآخر مؤكدة ضرورة أن يحقد كل إنسان شريف في هذا العالم على هؤلاء المجرمين القتلة السّفاحين المحتلين الذين أجبروه على الذهاب إلى المطار والعودة إلى الأردن دون أمتعته الشخصية.

فلأستاذنا المرحوم الدكتور قاسم الريماوي الدعاء الموصول بالرحمة، ولهؤلاء المناضلين، وكل المناضلين على أرض فلسطين التحية والإكبار لأنهم آثروا الدفاع عن الوطن على حطام الدنيا، ليل نهار.