المأساة ليست في ترامب


يُقال أن لون المحيطات والبحار أزرق لأنه انعكاس للون السماء، ويقال أن السماء زرقاء لأنها انعكاس للون الماء في البحار والمحيطات، ومما يقال أيضاً، على سبيل المثل، أن الإنسان في حاجة إلى الطعام للحصول على الطاقة الضرورية من أجل البقاء والتكاثر، وقد عرفنا الطعام ولكن ما هي هذه الطاقة التي نبحث عنها فقط من خلال الطعام؟ ويُقال أن الموسيقى غذاء الروح، وقد عرفنا الموسيقى، ولكن هل عرفنا الروح حتى نغذيها؟ ويُقال أشياء كثيرة نرددها من جيل إلى آخر بانصياعٍ تام وأبله. ثم نطلق على عملية الترديد تلك اسم «عملية التربية والتعلم».

إن لكل فرع من فروع العلم واختصاصاته بضع مسلمات أساسية يقوم عليها، مثل المتوازيين اللذين لا يلتقيان في هندسة إقليدس ومساحة الدائرة الثابتة... إلخ. فإذا كان هنالك خطأ في المسلمات، فإنَّ كل ما بني عليها، مهما بدا جميلاً ومفيداً على المدى القريب، هو باطل وخطأ. فالمأساة ليست في نجاح ترامب ولا في حلب أو في الموصل، بل هي في المسلمات التي تقوم عليها حضارتنا البشرية بالمجمل، ألا تُشير سيرتنا على سطح هذا الكوكب إلى وجود خطأ في مسلماتنا؟ أم إنه الكبرياء والغرور الذي يمنعنا من مراجعتها وفحصها؟