طناجر الضغط


أغنية من كل قطر، ومذاق طبيخ الشحادين، ومقولة لبن سمك لبن تمر هندي كلها حال للتركيب العام عندما يختلط الحابل بالنابل، ولا يعود هناك فرق ان الملح حلو او السكر مر، او الليل ناصع والنهار كالح، ومعلوم ان مجلس النواب بحال من كل قائمة نائب وقد تجمع القوم نوابا في مجالس وليس مجلسا واحدا، فلا أغلبية تقود فيه ولا اقلية تعارض وانما افراد يتجمعون كتلا بلا ركائز او مرجعيات، وقد تحرروا جميعا من المسألة والمحاسبة وليس منهم من يخضع لأي التزام، باستثناء النواب الذين يمثلون حزب جبهة العمل الاسلامي وهؤلاء لن يقدموا او يأخذوا باي قرار.

والعهد بالبشرى نفسه وقد نال رئيس الوزراء ما تيسر من إبشر سلفا، واغلب الاكيد غياب العلم بأن زيادة الايرادات في موازنة الدولة للعام القادم ستكون من الضرائب وبنسبة تقترب من التسعين بالمئة؛ ما يعني زيادة الاعباء على الناس، والدفع بهم اكثر نحو مزيد من الفقر، وسيمر الأمر كما الثقة نفسها مضاف اليه شعار برنامج التصحيح وشروط البنك الدولي، وكأن التصحيح يعني المزيد من الجوع او ان قروض البنك انعكست يوما ايجابا على حياة الناس.

وايضا لا احد يعلم كيف ترتفع المديونية او اين تذهب المنح والمساعدات، او لمَ يكلف بناء مركز صحي من غرفتين او نادي شبابي في قرية ما عشرات الملايين علما ان اتخن مجمع تجاري في العاصمة يكون بكلفة اقل بكثير، ثم يأتي من يسأل عن غياب التنمية او من يبشر بها عبر اللامركزية الموعودة، وقد تمخضت الانتخابات النيابة عن تمثيل نسبي للافراد فما الذي ستفرزه انتخابات مجالس المحافظات ويكون جديدا.