من لديه دليل على فساد فليقدمه
اخبار البلد _ حملت الرسالة التي وجهها جلالة الملك عبدالله الثاني الى رئيس الوزراء الكثير من المعاني والدلالات والالم الشديد الذي يشعر به الملك للحالة التي وصلنا اليها هنا في الاردن والتشويه المستمر لصورة الاردن الناصعه امام العالم من قبل فئة همها الاول اصدار الاشاعات واغتيال الشخصية دون تقديم دليل واحد او بينه يستند عليها امام القضاء وتصلح ان تكون دليلا ماديا لا لبس فيه على وجود فساد في جهة معينه او عند شخص معين الى ان وصلت الاشاعات والاتهامات الباطله الى اهل بيته الكرام بما تمثله من رمزا وطنيا اردنيا كما قال جلالته .
الاشاعات عندنا في الاردن تنتشر كالنار في الهشيم وللاسف نقوم بترديدها ونشرها ومن ثم تصديقها وتصبح وكأنها واقع ملموس ونصبح جميعا قضاة ومدعين عامين نصدر الاحكام والقرارات دون وجود بينه او دليل واحد ضد هذا الشخص او ذاك وما اسهل ان نتهم الاخرين بالباطل ، فمن باب اولى بمن يدعي انه يملك معلومات او وثائق تؤكد وجود حالة فساد لدى اي مؤسسه اوضد اي شخص مهما كانت مكانته مسؤولا كان ام مواطنا عاديا ان يتقدم الى القضاء الاردني النزيه بما يمتلك من معلومات لتأخذ العداله مجراها ويحاسب كل انسان على ما اغترفت يداه وهنا نكون امام حاله حضاريه راقيه يكون القضاء النزيه والقانون هو الفيصل بين الناس لاحقاق الحق وليس كلام الاشاعات واغتيال الشخصيات والنيل من سمعة الاخرين التي تؤدي بالنهاية الى الفتنه وتشويه صورة الاردن امام الرأي العام وهذا ايضا يتطلب تقديم كل شخص يتهم الاخرين دون وجود دليل الى القضاء لمحاسبته وايقاع العقوبة الرادعه بحه ليكون عبرة للاخرين .
وكما ان الحكومه مطالبه بان تحاسب الفاسدين وتقدمهم للقضاء العادل وتطبق القانون على الجميع والكشف عن قضايا الفساد والتحقيقات ونتائجها في جميع القضايا المنظوره امام القضاء للرأي العام بشفافيه ووضوح كذلك هي مطالبه ايضا ان تحمي مواطنيها من الاتهامات الباطله التي قد توجه اليهم بدون دليل مادي بهدف اغتيال شخصياتهم وتدمير حياتهم واعمالهم لاسباب قد تكون في اغلب الاحيان شخصية بحته وتقديم مطلقي هذه الاشاعات الباطله الى القضاء العادل لمحاسبتهم .
الشفافيه والوضوح في قضايا الفساد امام الرأي العام مهم جدا وهي الوسيله الناجعه في القضاء على الاشاعات وان التردد والتخبط في التصريحات من قبل المسؤولين في الحكومه تفتح الباب على مصرعيه للاشاعات فلا مصلحة لاحد في الاردن سواء مسؤولين ام مواطنين ام وسائل اعلام التغطية على حالة فساد واحده مهما كان حجم شخوصها ومكانتهم الاجتماعية فالفساد كالسرطان ان لم يعالج مبكرا حتى وان كان العلاج مؤلما لن يتم التخلص منه وسينتشر بطريقه سريعه يصعب السيطره عليه وتكون نهايته الدمار والموت.
حماية الحريات العامه وحق وسائل الاعلام المختلفه بالحصول على المعلومه مهما كانت اهميتها وحساسيتها هي الضمانه الوحيده للقضاء على ظاهرة الاشاعه الهدامه فحديث جلالة الملك لمراسلة قناة ( اي بي سي ) الامريكيه " كريستيان امانبور" اخرج اي معلومه من دائرة الحساسيه فقد اجاب عن جميع اسئلتها بشفافية ووضوح دون تردد حتى ما يتعلق بالاشاعات الهدامه والباطله التي وجهت لجلالة الملكه رانيا المعظمه من قبل بعض الاشخاص عديمي الضمير فالسكوت والصمت لم يعودا مقبولين امام هذه الاساءات المستمره والشفافية والوضوح هما الطريق الى اظهار الحق والقضاء على كل اشكال اغتيال الشخصية والاساءه الى سمعة الاخرين دون وجه حق، فالحكومه مطالبه بالسير على خطى جلالته المباركه في كل شاردة ووارده وان تعتمد الشفافيه والوضوح منهجا لعملها حتى لا نبقى ندور في حلقة مفرغه او كمن يتخبط في غرفة معتمه وبالتالي تكون النتائج على عكس ما نتوقع ونحلم.