مدّ و جزر …



و يأتي الليل زائرا محببا يرسم في خيالي كل تلك الصور وجع على وجنات الانتظار الممل …و كلما غفا الكلام ايقظه الغسق

ذكريات في صندوق الأماني تمضي الى المجهول…
و النجوم تحمل براكين الزمن و ترحل بالهموم خارج المواسم …
ليلة بعد ليلة أهرّب تفكيري بك من نافذة القلم. فكل شيء حولي يعتقل لحظة التذكر المرتعش و تضيع ملامح الجدال حين تخترقه الأحزان بلا هوادة…
يهمس لي المطر صبرا..و تتلون الاحلام و فجأة يلوح لي وجهٌ، فكيف عرفت اني أضلعي تشتد من النداء؟ و كيف عرفت أن المدى الفاصل بيني و بين الامل قد تقلّص؟ فتُلقي بملامحك فوق حدائق الوحدة و تجعل من السؤال قيثارة حب !
وحدي تحيطني كل الإتجاهات حين يهبط الليل شاسعا مغرقا السفن على صهوة النداء الذي لا يصل،و كلما تذكرت شدّتني السفن الى ميناء الكلام فتأتي أنت بروحك طيرا عاصفا و بركانا يهز هدأة الحب في النهر !!
و بين مدّ و جزر يعتقلونني من جديد على ذمة الورق و تصبح كلماتي ممنوعة من الصرف،فأوشم أحاسيسي داخل العمق فمن غيرك حمل مفاتيحها و اقترب يوما اكثر؟؟
و تصرخ ستائر النوافذ حين المساء لا يسمع لك صوتا!!!
و تمتزج بقاياي من تفكير طال برماد تفكير مضى و ترتجف المسافة من الخطر ..
يغازلني الشِعر و تراقصني الألحان فيصير بوسعي أن أطوي الليالي التي خِفتها ويصير بوسعي إخفاء الشوق الأهوج في بطون السحاب فتزخ الدنيا باسمك شغف.
شد الكلام بالكلام…طوقي في وعودك ! صوتي صار صحراء …
و أحلامي طائرة من ورق كلما حلّقت خفتت ..
فما أجمل ما كان فينا و لم يكن !!
و ما أجمل ما صار و لم يحصل …!!