الأوراق الملكية: هـذا هو مكانها


لو كان لي رأيٌّ في هذه المسألة الهامة، التي كنت كتبت عنها في هذه الزاوية باختصار، ولو استشرت فيها ولو «استدعيت» مع مَنْ تمَّ استدعاؤهم لكان اقتراحي باستبعاد ما يسمى «النخب»، وأنا لا أعرف من «نخَّبهم»، عن الورقة السادسة من أوراق جلالة سيدنا والذهاب بها إلى بوادينا وأريافنا لنعرف تماماً ما رأي مجتمعنا الأردني الحقيقي بهذه الأوراق وما هو الهمُّ الذي له الأولوية الذي يشغل بال الأردنيين الذين يعيشون في المضارب وبيوت الشعر وفي القرى النائية وليس في الأبراج العاجية، وأنا أحدهم، والذين من المفترض أن توجهات كل واحدٍ منهم باتت معروفة.


ربما أنَّ هناك، وبخاصة الذين ما زالوا يخيطون بـ»المسلات» القديمة، أنَّ المسائل التي تناولتها الأوراق الملكية وتحديداً الورقة السادسة لا يفهمها إلا المواضبون على حضور حلقات الدردشات الفكرية في عمان، وأنا أحدهم، وحقيقة أنَّ هذا ، وذلك إنْ كان رأيي صحيحاً، إحجاف بحق أردنيي الأرياف وبيوت الشعر والمضارب فهؤلاء لا يمكن إنكار أنهم حققوا انتقالة نوعية خلال الأربعين سنة الماضية وأنهم بعد كل هذا التطور في وسائل الإتصال ووصول الكهرباء إلى كل مكان حتى الأمكنة النائية، «رحم الله الملك حسين» ونسأله سبحانه وتعالى أن يمطر تربته بشآبيب رحمته، في هذه المملكة الجميلة التي لا يعرف ما حققته وشعبها يحفر في الصخر إلا من ينظر إليها بإنصاف من الأمكنة العالية البعيدة .

ولهذا فإن المفترض أن تذهب أوراق «سيدنا» أولاً وقبل أن توضع بين أيدي من يعتبرون نخبا، وأنا أحدهم وذلك مع إنني لم أدع إلى جلسة العصف الفكري هذه في نادي الملك حسين ، إلى شعبنا الطيب البسيط الذي يقول رأيه بعفوية وصدق وبدون استعراضية ولا تكلف ولا من أجل «شوفيني يا خاله»!! والذي سيتعامل مع هذه الأوراق على أساس أن»صاحبها»، أدامه الله، لم يردها للحذلقات ولا لـ(السفسطات) ولا للمفردات العسيرة الهضم وإنما للتنفيذ الفوري والبدء بالأهم لأن أي فكرة تترك لعامل الوقت والزمن ستصبح كـ»الطبخة» البائتة عصية على المضغ وعسيرة على الهضم وكما جرى مع العديد من الأفكار السابقة .

الآن وبعدما اقترب عمر مملكتنا، «المملكة الأردنية الهاشمية»، من قرن من الأعوام بأكمله فقد بات بالإمكان أخذ «الحكمة» النقية والرأي السديد وفي كل شيء، حتى بالنسبة لأوراق «سيدنا» التي وجهها إلى شعبه وليس فقط إلى حلقات الذكر في عمان، وأنا أحد رواد مثل هذه الحلقات، من أفواه بيوت الشعر والمضارب في بوادينا الرائعة ومن أفواه البيوت الطينية الجميلة في قرانا النائية وقرانا القريبة التي تتطلع حتى إلى القضايا الكونية من زوايا عيون نظراتها صادقة ولا زيف في أحكامها .. حتى بالنسبة لفوز دونالد ترمب بكرسي الرئاسة الأميركية .

يجب عدم إنهاك هذه «الأوراق»، التي أرادها «صاحبها» سدّد الله على طريق الحق والخير خطاه دعوة صادقة وليس دعاية وبرامج عمل تجبُ المباشرة بتنفيذها حسب الأولويات من اللحظة الأولى بـ «السفسطات « والتنظير الكلامي الذي ورثناه من أجيال مراحل سابقة إنْ كان يصلح لها فإنه لا يصلح إلى هذه المرحلة حيث قطعنا مع البشرية كلها أكثر من عقد ونصف من السنوات وبات معيار الأمور البرامج العملية، مثل أوراق جلالة سيدنا، والاراء البسيطة غير المعلبة والتنفيذ الفوري وعلى أساس الأهم قبل المهم ... والمهم قبل الممكن تأجيله.

وهكذا وفي نهاية ما لا نهاية له فإنني أعتقد أنَّ المعنيُّ الأول بهذه الأوراق هو الأحزاب الأردنية كل الأحزاب الأردنية وهو هيئات المجتمع المدني وهو قبل هذا وذلك وزارة التعليم العالي ووزراة التربية والتعليم وهو مديريات التوجيه المعنوي في الجيش العربي والأجهزة الأمنية وهو «الأندية» الثقافية وبخاصة في الأرياف البعيدة والمناطق التي تعتبر نائية وهي قريبة ... وبالتالي هو الشعب الأردني.