كيف نكون طيبين تجاه عقولنا

 

 

 

كيف نكون طيبين تجاه عقولنا   

 

بداية .. المشاكل ليس إلا فرصاً قدمت لكم للنمو والتغير... فكيف ؟ هيا معاً نقرأ ونتعلم

من أنفسنا .. من داخلنا ..

قال إنني كثيرا ما أسأل مرضاي : ما هو الأفضل بالنسبة لكم أم تكونوا على حق أم تكونوا سعداء ... ؟ لدينا جميعاً رأينا الشخصي حول من المخطأ ومن على حق هذا الرأي يوافق خصائص تقبلنا للعالم وجميعنا نستطيع إيجاد تبريرات لمشاعرنا.

 

إننا نريد معاقبة الاخرين على الشر . الذي سببوه لنا لكننا رغم ذلك نعيد تكرار هذا الوضع في رأسنا مرات عديدة ... فأنتم تعاقبون الذات الآن ...لن أحد في الماضي قد ظلمكم .. عندما نتحرر من الماضي يجب ان نكون جاهزين لنسامح حتى لو لم نكن نعرف كيف .. إن السماح في حقيقته هو الفراق .. أي مفارقة مشاعر المرارة والسخط

والشعور با لإلم .. مفارقة الوضع ككل .. وبالعكس حالة عدم السماح تؤدي في الواقع

إلى بداية نشاط مهدم داخل أنفسنا .

 

بغض النظر إين يكمن نشاطكم الروحاني ستستنتجون أن السماح هو الحل الوحيد في

جميع الأوضاع وفي جميع الظروف وخاصة إذا مرضنا .. وعندما يمرض الإنسان يتوجب عليه ان ينظر حوله ويجد الشخص الذي يحتاج الى سماحه .. كقاعدة نضطر الى مسامحة الذين يستحقون اقل شيء هذا العفو من وجهة نظرنا ...عدم السماح لا يسبب اي اذى لظالمينا وبالمقابل يعمل على تحطمينا ان تلك مشكلتهم وهذه مشكلتنا.

 

الغضب والسخط الذين نشعر بهما لهما علاقة مباشرة بنا فقط .. وبقدرتنا على  مسامحة انفسنا .. ولا علاقة لهما عمليا بسماح شخص آخر لنا ... أكدوا انكم تريدون

مسامحة  شخص ما .. بقول " أنا اريد ان اتخلص من الماضي واريد مسامحة كل من سبب لي الأذى " كما انني اسامح نفسي لآنني ظلمت أحدا آخر " ... إذا بقيتم تفكرون بالشخص الذي سبب لكم الألم يوما باركوه بحب وحرروه وتوقفوا عن تذكره ...

 

ويقول المعالج لا اريد ان اقول لكم ان الظلم الذي تعرضت له كان بسيطا إنما تعلمت

كيف أنظر الى كثير من الأمور بعيون أخرى إنني التفت الى بعض الأحداث في حياتي

واقول نعم كانت .. لكنني لم اعيش بها وفيها .. يجب ان الاحظ ان تعاملا كهذا لا يعني انني استسلمت ورضيت ببساطة باللحظات المزعجة من حياتي ..

 

اذا كنتم تشعرون انكم مظلومون او مسرقون فاعلموا انه لا أحد يستطيع ان يأخذ

منكم ما قدر له ان يكون حقاً لكم .. إذا كان هذا شيء ملكاً لكم فإنه سيعود اليكم

عندما ياتي الوقت ..إذا لم تسترجعوا شيئاً ما يعني أنه يجب أن يحدث كذلك .. من الضروري ان تتقبلوا الحقيقة وان تتابعوا السير عبر درب الحياة الى الأمام .

 

لكي تحصلوا على الحرية عليكم التخلص من سخطكم الحقاني ويجب ان تقفوا على ساقيكم وتعلنوا انكم تاخذون مسؤولية حياتكم الشخصية على عاتقكم ..

 

أغلقوا عينيكم لبعض الوقت وتخيلوا سيلاً من الماء خذوا ذكرياتكم الثقيلة وسخطكم ومرارتكم وكذلك الظروف التي خلقت ذلك  .. واغسلوها بهذا الماء النقي ... لقد آن الاوان للرأفة والحب .. غوصوا في اعماق انفسكم ففي شخصيتكم....

 

طرق الشفاء انتم اشخاص موهوبون لدرجة مدهشة .. نموا في انفسكم الطموح لإجتياز قمم جديدة وادراك اعماق جديدة داخل طبيعتكم .. ستنفتح فيكم المواهب التي لم تعرفوا.........................

سابقا بوجودها ... تعلموا كيف تتقبلون كل جوانب شخصيتكم وكل الانفعالات المرتبطة بتجربة معينة ...

 

وربما من صالحنا ان ننظر الى ظرف ما كدرس .. وليس كفعل انتقام ... ثقوا بالحياة

ان الترحال ضروري اينما رماكم القدر سيتوجب عليكم ان تقطعوا حقل النشاط الارضي

وان تتأكدوا بأنفسكم أين الحقيقة وأين الكذب .. وعندها ستسطيعون العودة الى مركزكم الداخلي اي روحكم التي تطهرت وزادت حكمة .

 

لو أننا نفهم بأن كل ما يسمى بالمشاكل ليس إلا فرصاً قدمت لكم للنمو والتغير ..

أغلبية المشاكل تتشكل من الموجات الصادرة عنا كل ما يجب القيام به هو تغيير

إسلوب التفكير والتوجه نحو التحرر من السخط وتعلم السماح ..

 

ربما البعض يعاني من نقص الاحترام تجاه النفس لأننا لسنا بلا عيوب .. إن أخطاءنا

وهفواتنا لا تسمح لنا بأن نحب أنفسنا على ما نحن عليه إننا نضع لإنفسنا الشروط

محولين حبنا الى حب مشروط..... وبعدها حين ندخل في اتصال مع أناس آخرين فإن

محبتنا تجاههم ايضاً تصبح  مشروطة ...

 

كذلك الامر إذا اعتبرنا كل سيء وأن الصعوبات تواجهنا في كل خطوة.... فإننا كلنا بدون استثناء  نتغير .. وإن كل يوم هو يوم جديد واليوم نتصرف بطريقة مختلفة قليلا

عن البارحة ...

إن قوتنا تكمن في قدرتنا على التأقلم والتحرك الى الامام مع التيار الحياتي ...

 

كذلك تنمية الشعور بعزة النفس والقيمة الذاتية ضروري جدا لأنه عندما تشعرون

بأنكم لستم  جيدين كفاية ....فإنكم تجدون السبب لتكونوا بؤساء ويائسون ... فلنتعلم

ان لدى كل واحد منا صفاته التي تميزه عن غيره ولدى كل واحد مهمته ودوره الخاص على هذه الأرض ...وعندما نوجه نقدا بشكل مستمر لأنفسنا فإن ميزاتنا تتراجع الى الخلفية وتصبح غير واضحة .. فكثيرا ما نذهب الى النوم راسمين لوحة الحل الأكثر فشلا لمشكلتنا ... تذكروا ان المصادقات السلبية هي تأكيدات منفية ..فإذا لاحظتم انه

خطرت لكم فكرة منفية اوجدوا شكلا آخرإيجابي كشروق الشمس .. كنتم ترغبون رؤيته في مكانها ...وهذا تمرين

يحتاج الصبر والتصميم ...لأننا نرغب بالمكأفاة السريعة فكثيرا ما نسمم حياة الآخرين بقلة الصبر وقلة الصبر هو مقاومة الإدراك .. نريد ان نحصل على اجابات بدون ان نستوعب الدرس ونقوم بالخطوات اللازمة في هذا الاتجاه ...ربما بداية لا تشعروا بشكل ملموس لكن لاتتوقفوا انما تابعوا بعناية وصبر ... كالبستان فانتم تزرعون بوعيكم افكارا محددة تتحول الى بستان انفعالات والظروف التي ترغبونها .. بتقليم

القلق واغصانه الهرمة وتزيلون احجار خيبات الامل والغضب ... لانكم تزرعون بذور جديدة ... وهنا نتعلم كيف نكون طيبين تجاه عقولنا ...بالسماح الذي هو درب من دروب الحرية .....ونتأمل مفهوم بطريقة جديدة ....ألا وهو المشاكل ليس إلا فرصاً قدمت لكم للنمو والتغير...

 

الكاتبة وفاء عبد الكريم الزاغة

ملاحظة اتمنى من القاريء العزيز ان يضع لهذا المقال عنوانا من ذاته كتعليق ...