لا ننسى!

 

بلدان لهما جميل علينا في التعليم العالي لن ننساه: العراق، والاتحاد السوفياتي. وهذا الجميل نستعيده هذه الأيام بانعقاد روابط خريجي الاتحاد السوفياتي مؤتمره في عمان، وكان المفروض ان يكون في بغداد. فهذه روابط عظيمة ويكفي ان جامعة روسية واحدة خرجت مائة ألف اردني في 56 عاماً.

واسمها الآن جامعة صداقة الشعوب، مكان اسمها على ما نظن جامعة لومومبا.. الرئيس الأول للكونغو، وشهيد حريتها فقد اغتالته يد من بلده في خدمة المناجم البلجيكية والاوروبية.

وتبقى العراق.. فلا بواكي على العراق هذه الأيام. ورغم ان عندنا نادٍ لخريجي الجامعات العراقية، لكنه الآن لا يتوهج في نشاطاته الثقافية كما كان طيلة ايام الصهيل القومي لخيل العراق وفرسانها.

لذا فبعد تأسيس (من مؤسسة) خريجي الاتحاد السوفياتي، وبعده الى حد ما روسيا الاتحادية، فان واجب خريجي الجامعات العراقية ايقاظ الرابطة وتحشيدها، فالأردن لا يمكن ان ينسى الذين ساهموا في نهضته التعليمية، ومع كل الاحترام لما قدمته مصر وسوريا ولبنان، فإن العراق اعطى الكثير وهو في عزّ حربه المجيدة في مواجهة المدّ المذهبي الفارسي، وكان الطالب الاردني (والفلسطيني طبعاً) يأخذ من المال القليل الذي يبقى من جرائم الحصار.. الذي طال قلم الرصاص، وطال ورق الكتب المدرسية. فقد كان المجرمون يريدون إعادة العراق الى عصر ما قبل الصناعة.. وقد فعلوا ذلك، ثم جاء الاحتلال، ووضع صيانة على عرش البلد العظيم.. فكانت النتيجة كما نرى.

الاتحاد السوفياتي (الاتحاد الروسي) والعراق، لهما الأيادي البيضاء على عشرات وربما مئات الآلاف من الخريجين الاردنيين الذين شقوا طريقهم بصعوبة في أجواء انحياز أعمى لخريجي جامعات أميركا وأوروبا، مع ان الاتحاد السوفياتي صنع نهضة صناعية وتكنولوجية توازي صناعة الغرب خاصة في حقل الفضاء، وتطور العلوم الطبية، والبترول والغاز.

وقد سمحت لنفسي في زمن ما أن أشير لبناء فقراء الاردن الذين يعملون في الريشة، فقد كان فرحنا كبيراً بانجاز مهندسين تخرجوا من الاتحاد السوفياتي، وانتجوا من بئر حمزة ولو ستة براميل من النفط يومياً، وكميات جيدة من الغاز بادرنا بانشاء مولدات تأخذ الغاز الأردني وتنتج 5% من كهربة الأردن.

علينا ان نُعيد لرابطة خريجي العراق ألقها كما كانت، فالعراق بحاجة إلى أن يسمع ولو همساً عربياً في معركة استرداد وحدته الوطنية وانتمائه العربي، ونحن–كما نحن دائماً–لا ننسى المعروف.