اخبار البلد- ابراهيم العظامات- شَنَ ممثلو المجتمع المحلي في قضائي: أم القطين ودير الكهف، لال حوار في ورشة عمل
حول:"الامكانيات السياحية في منطقة البادية الشمالية الشرقية: أم القطين ودير الكهف نمودجاً" في مقر جمعية عناقيد الخير التعاونية في بلدة روضة الأمير علي (65) كم شرق مدينة المفرق، هجوماً عنيفاً على: وزارة السياحة والآثار، ودائرة الآثار العامة؛ لإهمالهما المواقع السياحية والآثرية والتراثية والبيئية والطبيعية والبشرية التي وقعت تحت رحمة النهب والعبث والتدمير على مدى سنوات تحت سمع وبصر الجهات الرسمية التي اشترك بعض أفرادها في التخريب والسرقة. إضافة إلى الغياب التام للبنية التحتية والمرافق الضرورية في تلك المواقع.
وسجل رئيس جمعية عناقيد الخير التعاونية التي نظمت الورشة السيد عيادة كساب الشرفات: "عتبه الكبير" على وزارة السياحة والآثار ودائرة الأثار العامة "لعدم وصول رئيس الحكومة ولا وزير السياحة أو حتى مدير دائرة الآثار العامة لهذه المنطقة الزاخرة بالكنوز السياحية، وأيضاً لعدم اهتمام الوزراة بالمواقع السياحية في البادية الشمالية الشرقية وخاصة المواقع في: أم القطين، وأم الجمال، ودير الكهف، وجاوا (أقدم مدينة في التاريخ)، وصبحا وصبحية، والبشرية، والدفيانه، والقصور الصحراوية في برقع وأصيخم، والبرك والسدود المائية، والمواقع الطبيعية والتراثية المنتشرة في طول البادية وعرضها.
وقال ممثلو المجتمع المحلي: "أن هناك تدمير ممنهج وتخريب متعمد جرى ويجري لآثار المنطقة وكنوزها الحضارية"، وحددوا مناطق: أم القطين، ودير الكهف، وصبحا، والدفيانة، وأم الجمال، وقصري: برقع وأصيخم، وتلال: "قعيس" ومقاعس" وتل رماح" بالاسم. والعديد منها مدن آثرية متكاملة لم تلقى أية حماية، أو ترميما مناسباً أو صيانة من الجهات الرسمية، وحملوا المسؤولية لوزارات: السياحة، والبيئة، والبلديات، والداخلية. وأضافوا: "أن عددا كبيراً من حراس المواقع السياحية أما هجروها أو ساهموا في نهبها". وقد أقر مدير مديرية آثار المفرق الدكتور عبدالقادر الحصان بذلك مؤكداً: "أنه من أصل (52) موظف وحارس في المديرية لم يجد سوى (10) حراس للآثار عندما تسلم إدارتها قبل (6) أشهر" فقد كانوا يتقاضون رواتهبم وهم في بيوتهم او في أعمال أخرى. وبالرغم من التشديد و"الإنذارات الخطية" إلا أن ضغوطا رسمية وشعبية تحول دون اتخاذ مزيد من الاجراءات بحق الموظفين والحراس المقصرين بحسب ما ذكر الدكتور عبدالقادر الحصان.
الحوار الذي عقب الورشة التي حضرها مدير قضاء دير الكهف السيد محمد مرزوق العون، وشارك فيه مسؤولون وباحثون وأكاديميون من: دائرة الآثار العامة، والجامعة الهاشمية، وجامعة آل البيت، والاتحاد الدولي لحماية الطبيعة، ومركز بحث وتطوير البادية الأردنية إضافة إلى الفعاليات الشعبية من المنطقة: كشف عن وعي المجتمعات المحلية في المناطق النائية بقيمة الآثار وأهمية المواقع السياحية. كما أكد الحوار أن المسافة الفاصلة بين "إهمال" صانع القرار و"توق" المجتمات المحلية للتنمية هي أضعاف مسافة الطريق التي تسلكها سياراتهم الفارهة.
وأثبتت الورشة "عقم" الاستراتيجيات و"ضعف" الخطط، و"براعة" المسؤول بـ"بالكلام"، وفشله في "التطبيق" الذي نادى به أبناء البادية حتى لو كان هذا "التطبيق" زيارة لمسؤول برتبة "معالي" أو "عطوفة" حسب ما أكد إكثرمن شخص حضروا الورشة، وقال أحدهم: "سئمنا من كلمات "التطوير" التي أخشى أن يقصدوا بها – ويعني المسؤولون- "التدمير"".
وأكد عدد من أبناء البادية الشمالية أن لا تستغل البادية كشماعة "لتسول" التمويل الدولي ثم يتم انفاقها على ندوات وورش عمل وكلام جميل عن خطط واستراتيجات لا تجد من ينفذها. متسائلين: هل استفادت البادية الأردنية شئياً من مبلغ التعويضات البيئية عن آثار حرب الخليج الثانية البالغ (163) مليون دينار؟.
ودعوا إلى ترميم البرك والسدود بطريقة سليمة، وإنشاء متاحف شعبية لأنباء المنطقة، وإيجاد مرافق سياحية وبنية تحتية هامة لتوفير مصدر دخل لأبناء تلك المناطق. وكما دعوا إلى توثيق النقوش والكتابات الصفوية المنتشرة في البادية الشمالية الشرقية والتي تظهر تطور الخط العربي في تلك المنطقة.
ويذكر أن جمعية عناقيد الخير التعاونية لأبناء البادية تأسست عام (2002)، وتضم (14) بلدة وقرية وتجمع سكاني في قضائي: ام القطين، ودير الكهف، البلغ عدد سكانهما حوالي (25) ألف نسمة، وتعمل في مشاريع إنتاجية وتنموية واستثمارية وبيئية، وتقدم قروض لأبناء المجتمع المحلي.
وفي المجال السياحي تتطلع -بعد موافقة دائرة الآثار العامة- إلى توسعة المركز البيئي التعليمي في بلدة أم القطين، وإنشاء استراحة وفندق بيئي ومكان لعرض منتوجات الحرف اليدوية خاصة البسط والتطريز والفسيفساء، والنقش على الحجارة البازلتية.