المزيد من تهافت التهافت


ثورة في مصر «للغلابى» تم الاستعداد لها لتنطلق في الحادي عشر من نوفمبر الحالي، وبدلا منهم خرج للشوارع في القاهرة انصار السيسي بسياراتهم الفارهة، وهم يهتفون له بالقول «ما فيش حاجة في مصر اسمها ثورة»، لكن الاكيد ان فيها ملايين الغلابى المرعوبين الذين التزموا بيوتهم بدلا من جرهم للسجون، وقد شاهدوا كيف صدرت الاحكام بالجملة لرافضي الانقلاب ووصلت حد الاعدام.
وفي مصر ايضا تعويم للجنيه، وقد هبطت قيمته الى اكثر من النصف، وتم إلغاء الدعم عن المحروقات وسلع اخرى؛ ما زاد عدد الغلابى، او انهم جروا الى ما هو اصعب من كونهم غلابى وحسب، والحجة اصلاح اقتصادي برعاية البنك الدولي! صاحب وصفة جيوب الناس! وقد افرغها تماما هنا من قبل دونما احتجاج، وكأن الطير فوق الرؤوس!!
والى أن يتسلم ترامب السلطة رسميا، ستشهد دول اخرى استعدادات مماثلة تحسبا للسياسة التي سيتبعها، والمثير في الامر الاستعداد الاوروبي الذي بدأ حادا فرنسيا والمانيا وهجوميا على لسان رئيس الاتحاد الاوروبي الذي قال إنه سيعلم ترامب كيف يتعامل مع اوروبا.
أما أبرز ما في الامر فهو التحولات التي ستنال من دول الشرق الاوسط، وخصوصا منها العربية والخليجية اكثر ما يكون. في حين يتطلع الكيان الصهيوني الى مرحلة ذهبية جديدة تنال مما تبقى من القضية الفلسطينية، وقد شرع مبكرا في توسيع الاستيطان بإعلانه البدء في بناء 7100 وحدة سكنية جديدة في القدس، وذلك على شرف ترامب!
الحكومة الليبية المعترف بها دوليا لا يعترف الليبيون بها، وبدل الغلابى انصار السيسي، وترامب يريد محاربة داعش ويتخلى عن «النصرة»، وعباس يقرر ترك ملف اغتيال عرفات مفتوحا ويقول إنه يعرف القاتل!
ودبابة عراقية تعدم طفلا عراقيا هرسا والعبادي يقول إنها ليست من قواته! وفي الكرملين احتفالات بفوز ترامب، وايران قلقة، وبشار لم يخف سعادته بفوزه، ومريم كليبنك تستعد لانتخابات النواب اللبناني، وبدو بيروت لن يسرقوا صناديقها ، والكلالدة يصدر شهادات للنواب! والبحث ما زال جاريًا عن صناديق هند!