رئيس أميركا وزعيم العالم

خلافاً للتوقعات ، وبالرغم من انحياز وسائل الإعلام ، فقد فاز ترامب وحصلت أميركا على الرئيس الذي تستحقه ، وعلى العالم أن يتعايش مع الرئيس الجديد على أمل أن ما يقال في الحملة الانتخابية شيء ، ومسؤولية الحكم شيء آخر.

استطاع ترامب أن يهين المرأة ، ويغضب السود ، ويستفز السكان من الأصول اللاتينة ، وأن يطالب بمنع المسلمين من دخول أميركا ، وأن يتصرف على طريقة القذافي ، ومع ذلك يفوز بثقة أغلبية الشعب الأميركي.

ترامب لم ينجح عبثاً ، يبدو أن له من الأنصار أعداداً كبيرة لم تكن تريد أن ُتظهر انحيازها له ، ولكنها أعطته أصواتها ، كما أن ترامب له مؤيدون في كل مكان خارج أميركا ، وله علاقة ودية مع الزعيم الروسي بوتين ، ومن يدري فقد يجرؤ على القول لإسرائيل: كفى.

كان الكل تقريباً يرى أن طريق هيلاري كلينتون إلى البيت الأبيض أصبح معبداً ، وأنها ستكون أول امرأة تصل إلى منصب الرئاسة الأميركية ، وأنها تمثل الاستمرارية في السياسة الأميركية ، ولديها خبرة واسعة في الحكم بعد أن عاشت ثماني سنوات في البيت الأبيض كسيدة أولى ناشطة ، وأربع سنوات في عضوية مجلس الشيوخ عن ولاية نيويورك ، وأربع سنوات في وزارة الخارجية ، وقد زارت جميع دول العالم تقريباً وهي تعرف قادة العالم معرفة شخصية.

ربما يقول البعض أن أميركا لا تستحق رئيسة كهذه ، ولكن ما ذنب العالم؟.

العالم مصدوم من نتيجة الانتخابات الأميركية ، ولكن الحياة سوف تستمر كالمعتاد لان ترامب لن يحول تصريحاته النارية في الحملة الانتخابية إلى أفعال وقرارات ، فالحكم في أميركا مؤسسي ، وسلطات الرئيس ليست بدون حدود وضوابط ، والمستشارون والخبراء هم الذين سوف يسيرون الامور.

لا يمكن أعتبار ترامب شخصية شاذة ، فقد ثبت الآن أنه الأقرب إلى نبض الشارع الأميركي ، وأن تصريحاته تعبـّر عن قناعات أغلبية الأميركيين ولو لم يصرحوا بها.

مرة أخرى تثبت الديمقراطية أنها ليست خالية من العيوب ، وأن صناديق الاقتراع لا تضمن فوز الأفضل ، وليس أدل على ذلك من أن هذه الصناديق أفرزت هتلر وموسوليني ، وأخرجت بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ، وأخيراً أعطتنا ترامب لنتعايش معه لمدة أربع أو ثماني سنوات قادمة.

ومن يعش يرَ.