صالح القلاب يبشر...."حماس "على طريق الانقسام !!

اخبار البلد _ ما كاد الشعب الفلسطيني يتنفس الصعداء بإنتهاء ليس الخلاف بل الصراع بين حركة "حماس" وحركة "فتح" حتى بدأت تظهر مؤشرات كثيرة على أن حركة المقاومة الفلسطينية ذاهبة الى انشقاق بين داخل يقوده الدكتور محمود الزهار الذي يرى انه ومعه عبدالعزيز الرنتيسي هما المؤسسان الفعليان لهذه الحركة وخارج يقوده خالد مشعل يرى انه هو القيادة الفعلية وانه لولاه ولولا التحالفات العربية والإقليمية التي نسجها لاختنق الذين في الداخل مبكراً ولما كانت هناك دولة غزة ولما أصبحت هذه المنظمة بهذا الحجم وغدت رقماً رئيسياً في المعادلة الفلسطينية وفازت في آخر انتخابات أُجريت للمجلس التشريعي والبرلمان/السلطة الوطنية.
كان محمود الزهار، الذي يُطلق عليه في غزة وصف "أب الشهداء" بعد عودته من احتفالات "المصالحة" في القاهرة قد اطلق تصريحات، على ما كان أعلنه مشعل على هامش احتفالات هذه المصالحة في الرابع من هذا الشهر من أن حركته على استعداد لمنح المفاوضات مع إسرائيل مهلة جديدة رغم فشلها على مدى عشرين عاماً، قال فيها إن تصريحات رئيس المكتب السياسي لا تمثل موقف "حماس" الرسمي الذي يعتمد المقاومة برنامجاً اساسياً وليس التفاوض مشدداً على أن موقف "الحركة" في قضيتي التفاوض والمقاومة لم يتغير وان ما قاله مشعل كان مفاجئاً وغير متفق عليه.
ورداً على هذا الذي قاله الدكتور الزهار، والذي وضع حركة "حماس" التي فقدت مركزها القيادي في دمشق في مأزق حقيقي، تنظيمي وسياسي، للمرة الأولى منذ الإعلان عن نفسها في عام 1987 فقد سارع عضو المكتب السياسي، المقيم في الخارج منذ البدايات وحتى الآن، إلى ردّ عنيف قال فيه:
ان ما صدر عن الزهار يمثل خرقاً للتقاليد التنظيمية المعمول بها في هذه الحركة اذ لا يجوز ان يصدر عنه بحق رئيس الحركة وقائدها مثل هذا الكلام الذي غير مخول قاله بالتعليق على كلمة رئيس الحركة او الاستدراك عليها مضيفاً "ان المكتب السياسي هو الجهة الوحيدة المخولة بأية توضيحات او استدراكات، ان وجدت، على تصريحات القيادة.
وحقيقة ومع ان ما قد يكون الخط الثالث بين خط الزهار وخط خالد مشعل ممثلاً بعضو المكتب السياسي صلاح البردويل قد سارع للملمة الامور والتأكيد على عدم وجود تضارب بين رئيس المكتب السياسي وعضوه) اي محمود الزهار) والقول: "ان الحركة لا تؤمن بنهج المفاوضات العبثي والمساومات التي تآكلت بسببها الحقوق الفلسطينية على مدى عشرين عاماً
فان الواضح ان "حماس" ذاهبة الى الانقسام الذي كانت ذهبت اليه التنظيمات الفلسطينية كلها حتى بما في ذلك حركة "فتح" التي كان قادتها المؤسسون يرفعون شعار انها رقم لا يقبل القسمة.
كان هناك حديث سابق عن بروز صدع تنظيمي وسياسي في حركة "حماس" بدأ بالتبلور بعد استشهاد الشيخ احمد ياسين لكن تطورات الاحداث التي تلاحقت في غزة بعد انقلاب عام 2007 على السلطة الوطنية ابقت على هذا الامر كمجرد جمر تحت الرماد الى ان حدث ما حدث وكانت هناك هذه الانتفاضة الحالية في سورية التي زعزعت معادلة محور "المقاومة والممانعة" فكان على خالد مشعل ومكتبه السياسي اما الانحياز للخط الرسمي السوري او المغادرة والبحث عن مستقر آخر فجرى اختيار هذا الخيار الاخير وهذا اضعف التكتل الخارجي لهذه الحركة وجعل الدكتور محمود الزهار يتجرأ ويوجه هذه الانتقادات التي وجهها على اعتبار انه يمثل واجهة التكتل الداخلي.
ليس في مصلحة الشعب الفلسطيني وقضيته ان تنقسم "حماس" على نفسها، بين داخل وخارج وبخاصة في الظرف الصعب والخطير حيث هناك استحقاقات قادمة كثيرة، اهمها استحقاق اعتراف الجمعية العمومية للأمم المتحدة في سبتمبر المقبل بدولة فلسطينية مستقلة وتصريحات الرئيس باراك اوباما الاخيرة التي تحدث فيها عن ضرورة قيام هذه الدولة على حدود الرابع من يونيو (حزيران) عام 1967، لكن بما ان مشكلة العمل الوطني الفلسطيني انه بقي دائماً وابداً يخضع وبأشكال متعددة للمعادلات الرسمية العربية والاقليمية، فان المؤكد إن لمْ تأخذ انتفاضة سورية ابعادها المتوقعة وإن لم ينته محور ما يسمى "المقاومة والممانعة" ان يتحول هذا الاستقطاب الشديد الى انقسام فعلي وان يعود خالد مشعل وتكتله الى دمشق ينضم الى كل هذه الرموز التي هي قيادات بلا قواعد والتي هي مجرد قيادات مناسبات واصدار بيانات وفقاً لرغبة وليّ الأمر.