راكان المجالي يكتب :الناس تتساءل بدهشه والحكومة مطنشه عالاخر

اخبار البلد _ لماذا اعترض أهالي الطفيلة -بكل هذه الحدة- على زيارة رئيس الوزراء وطاقمه للمدينة؟!

وكيف لـ"الطفايلة" وهم عنوان الاعتدال الإيجابي أن يغلقوا الأبواب بوجه زائر؟! وإذا صح أن رسالة "أهالي الكرك" وصلت بالطلب من رئيس الوزراء ان يوفر على نفسه مشوار زيارتهم وان يريح ويستريح ويجنبهم الحرج فإن لذلك معنى ايضا، ولا أظن أن الحال يختلف في مناطق عديدة من المملكة حيث أن النظرة الشعبية للحكومة الحالية -منذ ولادتها- كانت سلبية مع أن المزاج الشعبي الأردني المعتاد تاريخيا كان يعكس دوما حالة ارتياح وترحيب بأية حكومة جديدة... الخ.

قد تكون الوعود التي قطعتها الحكومة في مسائل محددة مثل وعدها -بعد ايام من تشكيلها- بأنها ستحقق بجريمة اعتداء "البلطجية" على المتظاهرين في ساحة المسجد الحسيني، كما ان وعدها بإيضاح ما حدث على دوار الداخلية، دخل ايضا حيز النسيان، وغير ذلك من الوعود التي هزت الثقة بالحكومة.

وبعد 100 يوم من تشكيل الحكومة تبدو في نظر الناس "عاجزة" حتى عن ملء المواقع الشاغرة ومنها دوائر حساسة تتصل بمعيشة "عباد الله الفقراء" مثل صندوق المعونة الوطنية.

والمؤسف جدا ان الناس لم يشتروا ادعاء الحكومة بأنها ستحل كل المسائل المعقدة وتحقيق الاصلاح من خلال عمل اللجان المختلفة سياسيا واقتصاديا واعلامية ما يعني تخلي الحكومة عن كل مسؤولياتها وإناطتها بهذه اللجان ولعل الحصيلة النظرية الانشائية المكررة للجنة الاقتصادية التي انجزت تقريرها هو عنوان لإطروحات لغوية تجريدية في مسائل لا تحتاج الى تنظير بمقدار ما تحتاج الى ارادة وقرار وهو ما سيكون حصيلة عمل بقية اللجان بما في ذلك بعض مواد الدستور والتي هي "تحصيل حاصل" للتغطية على هروب الحكومة من تحمل مسؤولياتها في كل صغيرة وكبيرة بما في ذلك لجنة لوضع الاستراتيجية الاعلامية وفق عناوين معلنة لا علاقة لها بواقع يتطلب افعالا وليس اقوالا.

لا أقصد أن أسترسل في التساؤلات حول "الوعود" والتي هي "شعارات" بلا مضامين فذلك امر اعتدنا عليه لكن عند العودة الى "واقعة الطفيلة" فإن ما يمكن استنتاجه هو ان ابناء الطفيلة احتجوا على حكومة تأتي اليهم " فارغة اليدين" من اي مشروع او عون او غير ذلك.

باختصار: الناس عموما لم يعودوا يتقبلون من يبيعهم كلاما.. وهم يتطلعون الى من يصدق معهم فعلا لا قولا فقط.