شباب من بني حسن يطالبون بحكومة انقاذ وانتخابات مبكرة

ظهر الفساد بما كسبت أيدي الساسة وتجار المخدرات والنخاسة ؛ المندسين في بناء الدولة والمجتمع ، شركاء المقامرة الكبرى ، واحتلال المناصب وتوريثها كابراً عن كابر وفاسداً عن فاسد .

يشكلون ( كانتونات ) الأثرياء في أطراف الوطن الطاهر ، يدنون على بشاعتهم جلابيب الطهارة وأقنعة العفة والسماحة ، سادرون في غيهم وهم يتاجرون بالوقت على اختلاف الديباجات الإعلامية الهشة ، وابتلاع الأسبوع بعد الأسبوع ، والشهر تلو الشهر ، يوهمون الناس أن معركة الإصلاح ومحاربة الفساد على أشدها ، وإنّ مراحلها قد حققت أهدافها لمحاصرة بعض الفاسدين والزج بهم في سجن المترفين ( خمس نجوم ) .

اخبار البلد- مشهد ساحر مدهش لمعركة من الوهم والفصام العجيب ، أتدرون من ذلك المنتج لتلك المطاردة ؟ إنهم شركاء الإنتاج الفلمي نفسه ، فهم أبطاله وموضوعه ( أعضاء مجلس إدارة الفساد ) ، يضاربون في ذات السوق الفاسد بمال لا يفرقون فيه بين خزينة عامة ومحفظة شخصية ، ناسين أو متناسين أن الشعب منهم أوعى وأبقى ، مقسماً على نفسه أنه سيجرعهم كأس القصاص حقيقةً لا خيال ، فالشعب هو المنتج الأول والمخرج الأخير لمشاهد الحسم والتغيير ، فلن يكون بعد اليوم ضحية لظواهرهم الصوتية ومعاركهم الوهمية وشبكاتهم العنكبوتية ( وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت .. ) لقد بان الطلاق معكم ، فلملموا أنفسكم فقد حان موسم الهروب إلى مرابط خيلكم في الغرب ، هذا إن قبلوا بكم !! يوم يزحف الأردن كله زحف الشمس نحو جيوش الظلام ليجتثكم من الجذور ومن تحت الصخور ، عندها سيعلو الصهيل المجيد للشعب التليد ، وسيتلو الأردنيون الحرف المقدس ( فهل ترى لهم من باقية .. ) .

ثكلتكم أمهاتكم أما تتعظون مما حدث ويحدث حولكم ؟؟ فتلك مصائرهم يتوسلون مستضعفو الأمس بعفو اليوم ، فلستم أشد منهم قوة وليس الأردنيون أقل من شعوبهم بأساً .

يا عباقرة دراسات الجدوى في السوق الشرق أوسطيه أو جباة ضرائب لصالح المندوب السامي في صندوق النقد وأندية الدين الدولية ، تؤسسون لانتداب عصري بسياسة ناعمة ، فوضعتم كل الوطن تحت خط الإستواء على خريطة الفقر العالمية ، أم أنكم وكلاء لإقامة ( مملكة الشعب المختار على أرض الشعب المحتار ) ؟؟ توفرون الشروط الموضوعية لحساب الطمع الشيلوكي في المسرحية الشكسبيرية وتطبيقها على الأرض الأردنية عبر توضيفات بيع الأصول لما فوق الأرض وما في بطنها وحتى ملح بحرها وغورها الرغيد الواقف على خط النار الراكد تحت جليد السلام الملتهب ، حتى ثغر الأردن الباسم أحلتموه ثغراً باكياً يا صائدي الفرص السانحة .

بشرتمونا ببركات السلام المزعوم وخياره الموهوم ، فلم نجنِ سوى الشوك والعلقم .تفعلون كل هذا مستندين إلى قوة استبداد تحميكم ، متضخمة حجما ًومشوهة رسالةً ودوراً .غادروا ساحة المجادلة فالشعب غادر سنين الخوف .

كل هذا مجرد تساؤلات كي لا نصخ آذان أبناء شعبنا بأرقام الفساد وشواهده الموجعة ، التي توهن العظم وتشعل الرأس شيباً ، لكن مهما علانا الشيب فلن تستبد بنا الكهولة ، ومهما وهنت عظام أطفال فقرائنا لصالح موائد الأجراء ، فلن تهن الهمم فإن كنتم تألمون أيها الأردنيون فإن القوم يألمون ، فاصبروا واثبتوا فأنتم الأعلون .

يا جلالة الملك : يا محل إجماع الأردنيين ، نقولها لجلالتكم صراحةً ، إن شعبك أخذ صبره ينفد جراء ذلك الحصاد المر الذي تورثه الحكومات والنخب ، فهم يستخفون بالشعب ويخادعون ويخفقون في تقريب الشقة بين الخطاب والاستيعاب ، الخطاب الملكي المستنير للتنمية ، والاستيعاب التنفيذي البطيء والكهل ، يسيرون سير السلحفاة نحو حلم الإصلاح من حكومة تتجه بعكس رياح التغيير في الربيع العربي الجارف !

إنهم سلبيون وعكسيون ، فيا أيها الهاشمي الحر أنت من صدع بالقول الكبير ( لا حصانة لفاسد ) ، ولا مصداقية لمن يقول ( هناك أوامر من فوق ) ، وأنت من أشهر مؤسسات الحرب على الفساد ، واحترمت المطالبين بالإصلاح ، نناشدكم أن تقطعو الطريق بسرعة على اولئك الذين يجرون الدولة نحو مالات التشظي لا سمح الله ، فأنتم جلالتكم من يعلن الحرب والسلم ، فأعلنها مدوية من جديد ، حرب على الفساد والمفسدين ، ونحن خلفك وكل شعبك الأبي نتمثل قول الشاعر العربي الفارس :

أطلق لها السيف لا خوف ولا وجل أطلق لها السيف ويشهد لها زحل

وإننا مجددو اليقين أننا فداء للوطن، والمحتفلون باستقلاله المجيد ، وقاطعو العهد على إعدام كل يأس ، رغم نكبات الداخل والخارج ، لنعبر بالوطن الواحد سفراً جديدا مشعاً وصهيلاً ، وستزغرد الأردنيات كعادتهن للاستقلال من جديد ولجيشنا الباسل لدحر اعدائه من فاسدي الداخل ومتربصي الخارج ، عندها سيبصر الناس أن المطالبة بالإصلاح هي اليقين المقدس لدك ثقافة الفساد المدنس ، وإن الأردن للجميع وفوق الجميع ولكل أمته باقٍ منيع .

إننا يا جلالة الملك : نطالب بتشكيل حكومة إنقاذ وطني للإمساك بزمام الأمور ، والتحضير لانتخابات برلمانية مبكرة وفق قانون عصري ، وإعلان الإصلاحات الدستورية المنشودة ، إننا نعتبر أنفسنا بكل شرف وتواضع جزءاً من جبهة الإصلاح الشاملة ، وشركاء كل القوى الوطنية الطاهرة في حراكها المشروع لتبني الإصلاح خيارا استراتيجياً ملحّاً الآن الآن، قبل أن نبكي وطناً مضاعاً لم نحافظ عليه مثل الرجال ، هذه كلمتنا ولا خير فينا إن لم نقلها ، ولا خير فينا إن لم نكن من المصلحين .

حمى الله الأردن من كل مكروه ، وسيبقى الصخرة التي يتحطم عليها الفاسدون والمفسدون .