ورقة كربون


الصحف اليومية تتشابه كلها في اخبارها وتقاريرها وتحقيقاتها وكل ما تقدمه من مواد رياضية واقتصادية وحتى في صفحات التسلية، وما يقدمه الكتاب فيها يكاد يكون متشابها ايضا لجهة تناول المواضيع والتحليلات، والحال نفسه في المواقع الاخبارية اذ تتناقل كلها ذات الاخبار وغالبا بنفس العناوين وفوق ذلك تجدها نفسها في الصحف اليومية، وفي السياق نفسه تتشابه محطات الاذاعة في ما تقدمه من برامج حتى وإن اختلفت المواضيع التي تقدمها اذ كلها من حيث الجوهر نفسها، وبذات القدر محطات التلفزة الخاصة التي تغطي القسم الاكبر من فتراتها بمواد ارشيفية اكثرها عفا عليها الزمن، وعليه فإن المشهد الاعلامي الوطني مبعث للأسى ويحتاج الى التأمل والتيقن إن هو اعلام موحد للرأي العام والثقافة المجتمعية ام انه عكس ذلك تماما.
وفي المقارنة وسحب الاعلام في لبنان او مصر على واقع الحال هنا سيتكشف حجم الفرق وكيف ان الصحف فيها تختلف كليا عن بعضها وفي سياساتها التحريرية ايضا وان لكل واحدة منها هوية خاصة بها تؤمن تناول الموضوع نفسه من جوانب مختلفة لا يمكن ان تكون نفسها ما بين صحيفة واخرى، وعن واقع فضائياتها فإن المقارنة مع ما هو هنا لا تكون عادلة ابدا اذ يمكن القول ان في تلك الدول اعلام مرئي حقيقي وهنا مجرد هيئة حكومية له وليس اكثر.
في الدول الديمقراطية والعصرية التي هي في جوهرها دول مدنية تسند في انظمتها إلى سيادة القانون وتعميم العدالة والمساواة في الحقوق والفرص يكون وجود وحضور جلي لصحف واعلام المعارضة الى جانب مختلف وسائل الاتصال الجماهيري، وهذه في المجمل تبين التوازن الحقيقي داخل المجتمعات مهما كبر او صغر حجمها وتاثيرها، اذ انها في المحصلة صورة تعكس حقوقا مقرة لا يجوز حصارها او التضييق عليها.
في حين ينعدم هنا وجود حقيقي لأي اعلام معارض، وبما يشي ان كل مكونات البلد موافقة وهذا ليس صحيحا، ويفسر من جهة اخرى اعدام الصحف الاسبوعية.