اسرار الانضمام الاردني الى مجلس التعاون الخليجي .. السعودية اقترحت ضم الاردن فردت قطر بترشيح المغرب

اخبار البلد _ في غياب حكومة البخيت، او حتى علمها واطلاعها، استمع الملك من الامير سعود الفيصل، وزير الخارجية السعودي، في اجتماع قصير انعقد بمطار عمان قبيل سفر جلالته الى الولايات المتحدة، الى ايجاز عما جرى في الاجتماع الاخير لقادة دول مجلس التعاون الخليجي الذي تم فيه قبول طلب اردني قديم بالانضمام الى عضوية المجلس·
وقد شرح الفيصل للملك دواعي هذا القبول وحيثياته ودور خادم الحرمين في الضغط على باقي الشركاء الاعضاء في المجلس، لجهة التسريع بالاستجابة للطلب الاردني الذي تم تقديمه منذ بضع سنوات، وجرى تأجيل البحث فيه بضع مرات·
وعلمت "المجد" ان السعودية قد وضعت، بطلب مباشر من واشنطن، كامل ثقلها لحمل بعض الدول المتحفظة، او حتى المعارضة لانضمام الاردن، على الموافقة المبدئية العاجلة، مع ترك التفاصيل والاجراءات العملية للجلسات التفاوضية التي يتعين ان تجري بين ممثلين عن الجانبين الاردني والخليجي·
وقالت مصادر موثوقة "للمجد" ان كلا من دولتي البحرين والامارات العربية المتحدة المعروفتين بشدة العداء لايران، قد وقفتا الى جانب السعودية في مسعاها لضم الاردن الى مجلس التعاون، فيما تحفظت سلطنة عمان على هذا الموضوع، في حين عارضته دولة الكويت بشدة، وقدمت الكثير من الاسباب والذرائع·
اما دولة قطر، فقالت المصادر المطلعة، انها قد فاجأت قادة دول المجلس باقتراح غريب يقضي بضم المملكة المغربية الى عضوية المجلس الخليجي، حيث بدا انها ترد، من موقع المناددة، على التزكية السعودية للاردن بتزكية قطرية مماثلة للمغرب، لاسيما وهي تعلم ان حجم العلاقة السعودية - المغربية الكبير سوف يحول دون اعتراض السعودية على هذا الاقتراح، علاوة على ان الكويت المعترضة على عضوية الاردن سوف تجد في العضوية المغربية بعضاً من التعويض ورد الاعتبار·
واكدت المصادر المطلعة ان مسؤولاً قطرياً كبيراً قد اتصل، فور الموافقة على المقترح القطري، بالقيادة المغربية لابلاغها بهذا القرار المباغت، والتمني عليها ان تتفحصه جيداً قبل ان تعتذر عن قبوله، خصوصاً وانها لم تطلبه او تسعى اليه من قبل·
واشارت هذه المصادر الى ان هذه الخطوة بتوسيع نطاق مجلس التعاون الخليجي قد تتعثر كثيراً في قادمات الايام، وعند البحث في الاجراءات التطبيقية التي سيعترضها الكثير من العقبات، وبما يحمل المغرب الزاهد اصلاً في هذا الانضمام، الى ادارة الظهر لهذا المجلس، فيما يقتصر الوضع بالنسبة للاردن على زيادة المعونات والاستثمارات المالية، والتعاون الامني والعسكري، والانفتاح امام الايدي العاملة والمهنية·
ولفتت المصادر الى ان الرأي العام الخليجي في معظم دول المجلس، وفقاً لما عكسته المقالات والتعليقات، ليس متحمساً للانضمام الاردني للمجلس، ففيما استقبل المجتمع القطري هذه الخطوة بفتور واضح، ما ادى الى انقسام رواد المنتديات الالكترونية ما بين مؤيد ومعارض، ومطالب بمزيد من التوضيح حول طبيعة الدعوة واسبابها، فقد رفض عدد من النواب في البرلمان الكويتي هذا الانضمام، وطالبوا باستفتاء الشعوب الخليجية لتقول كلمتها حيال ذلك·
اما في الامارات فقد انتقدت صحيفة الخليج دعوة الانضمام اياها، معتبرة "انها قفزة مفاجئة ولغز لا يستطيع احد من مسؤولي دول المجلس اعطاء تفسير له"، مضيفة قولها : "·· مخطيء من يظن ان القفز بحركات سريعة ومفاجئة نحو الاطلسي، واخرى نحو الشمال لتوسيع عضوية المجلس الخليجي بعد ان ظل نادياً مغلقاً لنحو ثلاثين عاماً، هو وصفة ناجحة لمواجهة التغيرات والتحولات هنا وهناك، بما فيها وصفات وهواجس ما يسمى بالخطر الاقليمي والدولي"، مشيرة في احدى افتتاحياتها الى "ان المنظمة الخليجية تكلست ولم تدرك الا مؤخراً ان حدائقها الخلفية تقع على خط الزلازل وخطوط الفقر والمذهبية، وان قوى اقليمية صاعدة باتت تؤثر في نسيج هذه المنظومة وصلاتها العربية - العربية"·
وفي ذات السياق حفلت المواقع الالكترونية الخليجية بكتابات الرافضين والمتحفظين، حتى ان بعضاً من هؤلاء قد اقترح اعادة تسمية المجلس العتيد، ليصبح اسمه "مجلس التعاون الخليجي وخليج العقبة والمحيط الاطلسي" !!
وفي الاردن اعرب العديد من قوى المجتمع الاردني، وفي مقدمتها الحركة الاسلامية وبعض الاحزاب والشخصيات السياسية، ومنها مجموعة الـ 63 عن معارضة هذا الانضمام الذي وصفوه "بالالتحاق" الباعث على الشك والريبة، وابدى هؤلاء تخوفهم من انعكاس مثل هذه العضوية على مشاريع الديموقراطية والشفافية والاصلاح، وهو ما عبر عنه بيان حزب جبهة العمل الاسلامي الذي حذر من ان تكون الاستجابة لدعوة الانضمام للمجلس لاعتبارات الدخول في صراعات اقليمية لمصلحة قوى كبرى تسعى لحماية مصالحها في المنطقة، رافضاً ان يكون ثمن التخفيف من المشاكل الاقتصادية، وتوفير فرص عمل للمواطنين، التضحية بالمبادئ وبحياة المواطنين، محذراً من ان تكون هذه الموافقة على قاعدة العودة لسياسة المحاور التي عُرفت في ستينيات القرن الماضي·
وفي ذات السياق قال بيان صادر عن حزب الوحدة الشعبية ان الصيغة المطروحة لانضمام الاردن لمجلس التعاون الخليجي تأتي في سياق تشكيل تكتلات واستقطابات أمنية من شأنها ادخالنا في محاور اقليمية لا تخدم المصلحة الوطنية والقومية، بل تعكس توجهات لمحاصرة الحراك الشعبي العربي الذي سعت جماهير الامة من خلاله لاستعادة حريتها وكرامتها·
كما اعلن اعتصام اقيم امام مجمع النقابات المهنية في وسط مدينة الكرك يوم الجمعة الماضي، رفضه انضمام الاردن للمجلس، وحذر المتحدثون من ان الاردن لن ينال من هذا التكتل، الا ما ناله من اتفاقية وادي عربة، ووصفوه بأنه اعادة انتاج لحلف بغداد الذي تمت الدعوة اليه في خمسينيات القرن الماضي!!