الجنرال وأنا!

اعود في الذكريات إلى ذلك اليوم الكامل الذي قضيناه قبل عشر سنوات مع الجنرال ميشال عون في بيته في الرابية، رندا حبيب، اللبنانية، الأردنية، الفرنسية، الواضحة الهوية الإنسانية، سميح المعايطة الكاتب وصاحب البرنامج التلفزيوني، والوزير بعدها، وأنا.
كان الجنرال الذي فاز بتمثيل المسيحيين برلمانيا بأعلى الأصوات، يُعلن لنا بأنّه سيتحالف بعد قليل مع حزب الله الشيعي، الأمر كان مستغرباً، ولكنّه وبعد انتهاء مقابلتنا على الهواء مباشرة، كان يتوجّه لتوقيع اتّفاق تاريخي مع حسن نصر الله.
سألناه في المقابلة عن الرئاسة، فأكد أنّه مرشّح طبيعي لها، وبعد انتهاء اللقاء قُلت له: مبروك مسبقاً، وواضح أنّك ستكون الرئيس المقبل. ابتسم على طريقته الهادئة، وقال: إذا حصل ذلك ستكون أنت أوّل من يجري معي مقابلة تلفزيونية!
دخل لبنان، بعدها، بأزمة كرسي الرئاسة الفارغ بضعة أشهر، ليأتي انتخاب العماد ميشال سليمان كحلّ وسط، وليدخل البلد بعده في الفراغ الرئاسي من جديد نحو سنتين ونصف السنة، وطوال تلك السنوات العشر لم يتوقّف الجنرال عون عن اعتبار نفسه الرئيس الطبيعي للبنان، ولعلّ دخوله أمس إلى قصر بعبدا تلخيص لمسيرة عناد نضالية يستأهل معها تحية إعجاب، ولا لزوم لتذكيره بوعده لي حول أوّل مقابلة تلفزيونية!