الاردن هو الدولة الفلسطينية
اخبار البلد _ أصبح يوجد منتصر في المواجهة بين الرئيس اوباما ورئيس الحكومة نتنياهو ألا وهو اليمين الاسرائيلي المتشدد. من الواضح في اللحظة التي يتحدث فيها الرئيس عن خطوط 1967 انه لن ينتج شيء عن التفاوض، من غير أن نذكر جميع القضايا الاخرى التي لا حل لها.
اذا لم تكونوا سمعتم في نهاية الاسبوع كلمة انتقاد من المستوطنين الذين يفترض ان يكونوا قلقين الى درجة الموت من الانسحاب الى خطوط 1967 فتلك علامة على أنهم يدركون الواقع الذي نشأ في واشنطن جيدا. اذا شحذنا الاختلاف في الرأي وجررناه الى الحد الاقصى، فانهم يدركون ان من الواضح ان احتمال التصادم أكبر وان احتمال المصالحة أدنى.
يتحدث اوباما عن 1967. ويقف نتنياهو على مؤخرة قدميه. وهو يدرك انه اذا كان كل شيء خاسرا مع الامريكيين والفلسطينيين فيمكن على الأقل كسب شيء من الأرباح في البلاد بخطبة تاريخية عقائدية جيدة، ولا سيما اذا خرج من داخل البيت الابيض فوق رأس باراك اوباما.
ليس عجبا ان خرجت أمس عضو الكنيست تسيبي حوطوبلي (الليكود) تقرع الطبل وترقص ولم تكف عن مدح رئيس الحكومة بعد خمسة ايام من تقدمها اليه في قاعة الجلسة العامة وطلبها اليه تفسيرات عن خطبته المعتدلة. أعلنت حوطوبلي أمس قائلة: 'أنا فخورة بنتنياهو. اوباما؟ يحتاج الينا بقدر لا يقل عن حاجتنا اليه'، أضافت في صلف.
وهكذا فان ما حدث يوم الجمعة لم يكن بدء مفاوضة في السلام بل بدء حملة انتخابات في البلاد ستعتمد على مواقف نتنياهو المعروفة. سيسمع الجمهور منذ الآن فصاعدا كيف دفع نتنياهو عن اسرائيل اولئك الذين يريدون طيّها وجعلها قزما والذين يرفضون منحها فرصة وجود ثانية.
يعاود نتنياهو ايام ولايته الاولى. واجه رئيس الحكومة آنذاك بيل كلينتون وورن كريستوفر وتهرب من انسحابات وتنازلات كالتهرب من النار. وعندما فرضوا عليه اتفاق الخليل ثم اتفاق واي، جرى الى أذرع اليمين وطلب الغفران. ساعده ذلك في الخليل. بعد واي أسقطه اليمين.
في 2001 بعد سنتين من هزيمته في الانتخابات، حدّث نتنياهو كتابه الشهير 'موقع تحت الشمس'. لم يُغير نتنياهو في الكتاب شيئا من مواقفه الأساسية التي ما يزال متمسكا بها. فهو يرى ان الاردن هو الدولة الفلسطينية الحقيقية؛ وان دولة فلسطينية في يهودا والسامرة كارثة استراتيجية وسكانية فظيعة؛ وأن النزاع لا يقبل الحل؛ وان الزمن يعمل في مصلحتنا في الحقيقة. بل ان الصياغة لم تتغير.
'ليس في الانسحابات وصفة حقيقية للحل. هذه وصفة محققة لهرب من الواقع الى اماكن تعتعة الخيال'، كتب نتنياهو في كتابه المُحدّث. وقد وبخ اوباما يوم الجمعة باسلوب مشابه. 'السلام الحقيقي يجب ان يقوم على الواقع لا على الأوهام'، فقد صفعه على مرأى من العالم.
في السنين التي مضت بعد ولايته الاولى تفاخر نتنياهو بأنه التف على اتفاقات اوسلو وضاءل الأضرار التي أحدثتها.
'خلال سني ولايتي الثلاث نقلت 2 في المائة فقط الى الفلسطينيين'، كتب نتنياهو. وسيتفاخر نتنياهو في التحديث التالي لصفحات الكتاب الذي سيُكتب بعد ثلاث سنين أو سبع (وهذا متعلق بسخاء الناخب الاسرائيلي) بأنه نجح في منع انشاء الدولة الفلسطينية التي يؤيدها في ظاهر الامر.
هذا هو الوضع، سيُخندق الاسرائيليون والفلسطينيون في مواقفهم أكثر بعد الأحداث في واشنطن. وسيمضي اوباما ايضا الى حملته الانتخابية. لن يكون سلام هنا بل ولا حتى طرف تفاوض جدي ولا عمل مشترك. بل تصريحات متضاربة ومجابهات وتطرف واجراءات من طرف واحد.