مسؤولية الحكومة.. كابوس ترويحة الخميس



الحكومة التي لا يغيب عنها حتى تعديل جمرك غماز السيارة، ألم تشعر مع مواطنيها بكابوس ترويحة الخميس الذي أصبح أمراً لا يطاق؟
فالموظفون شغلهم الشاغل هَم الوصول للبيت وما يرافقه من غَم ومعاناة وساعات طوال يقضونها وسط الاختناقات المرورية التي تكاد تخنق الاعصاب وتجلب الامراض ومعها هدر للطاقة واستنزاف للاقتصاد وضياع لفرحة اللقاء بالأهل واخذ قسط من الراحة لتجديد الهمة لأسبوع عمل جديد! ليس هذا فحسب بل بعضهم يقطع نصف الدوام في سباق قبل حلول الأزمة!
أما عن طلاب الجامعات في مختلف المدن فهنا تكمن الخسارة الكبرى، فإذا ارادوا الوصول لسكناهم يوم الخميس كان لزاماً عليهم التضحية بمحاضرات بعد الظهر!! هذا عدا عن ضياع ساعات طوال مرهقات كان الاجدى صرفها في الدراسة والتحصيل، لكن عجز الحكومات المتعاقبة اجبرهم على اضاعتها في الشوارع والازمات المرورية!
العباقرة الذين لا يمكن الاستغناء عن قدراتهم الخارقة فيتقلبون كأهل الكهف بين منصب عن اليمين ومنصب عن الشمال، ألا يحسون ألا يسمعون ألا يشعرون الا يوجد عندهم حل؟؟ أليس من صلاحياتهم إصدار تعليمات ولو مؤقتة حتى يفرجها ربنا على المنطقة ويعود المهجّرون لأوطانهم؟ اعتبروها خطة طوارئ، وأنقذوا ما يمكن إنقاذه، المواطن يريد أن يشعر أنّ له حكومة تفكر بهموم.
الحل موجود بين أيديكم لو كنتم تبصرون! فاستبدال العطلة الخميس بدل السبت للجامعات والمدارس فيه توزيع لنفرة نهاية الاسبوع على يومين، الطلاب الاربعاء، والموظفون والعمال الخميس؛ فالمشكلة هي اجتماع النفرة اليومية والاسبوعية لكافة قطاعات الشعب في ساعة واحدة من مساء الخميس!! وهنا كسب الطلاب مثلا الخميس للدراسة والتذاكر، والسبت يوم دراسة مريح، ومعهم يرتاح الوطن ويكسب! ويكفينا عطلة الجمعة نرتاح فيها معا ما دام الثمن ليومين معا قاس لهذه الدرجة! وزد على ذلك أنّ أزمة القدوم الاسبوعي من باقي المناطق ستتوزع على يومين.
وبصفتي نقيبا للاطباء وباسم النقابة فإني ابادر بإصدار التعليمات لكافة الجمعيات الطبية بتجنب اختيار مساء الخميس كموعد للاحتفال بافتتاح المؤتمرات الطبية.
راجيا من الحكومة اصدار تعليماتها بشأن الاحتفالات الاختيارية الاخرى.
نعم لكل مشكلة حل في جعبة الحكومة تماما، كما تفرض على كل سلعة ودخل ضريبة فلا تطبقوا الثانية وتتركوا الاولى.