أيها الصهاينة نريد القبيبة.. فلا أثر لكم هناك


  • شارك رئيس وزراء الكيان الصهيوني النازي بنيامين نيتنياهو بالحفر بيديه تحت المسجد الأقصى المبارك، مضيفا انتهاكات جديدة يقوم بها مستوطنوه وجيشه المحتل في الأقصى وفي كل مكان من فلسطين.

تزامنت خطوة نيتنياهو بالحفر تحت المسجد الأقصى بحثا عن أثر له هناك -طبعا لم يجد-، مع قرارات منظمة اليونسكو العالمية التي أقرت ولأكثر من مرة أن لا أثر للصهاينة في الأقصى، وأنه لا يوجد لهم حق فيه، ولا حائط مبكى ولا حوائط أخرى لهم، وليس لديهم أثر لا فوق الأقصى ولا تحته.
كما تزامنت الخطوة الصهيونية مع ذكرى توقيع اتفاقية وادي عربة بين الكيان الصهيوني والأردن، والتي تم فيها التطرق إلى الحق الأردني في الولاية على الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس، كما تكرست تلك الولاية من خلال توقيع اتفاق مع السلطة الوطنية الفلسطينية.
بطبيعة الحال، كما هو حال الصهاينة، فإنهم لم يعيروا أدنى اهتمام للاتفاقيات، فتراهم يوما بعد يوم يقومون بعمليات تدنيس للحرم القدسي، يستبيحون ساحاته، يقيمون طقوسا تلمودية على أبوابه، لا يردعهم رادع، ولا يأبهون لاتفاقيات، ولا قرارات دولية، وفوق ذاك يشنون حملات ساخطة ضد كل من يقول بغير ما يقولون، ويتهمون كل من يقول بحق الفلسطينيين بفلسطين، بعداوة السامية.
ترى من هو النازي الحقيقي؟! أليس النازي هو الذي يمارس بلطجته على شعب أعزل؟ أليس النازي الذي يقتل الناس على الشبهة؟ أليس النازي هو الذي يهدر دم قاض أردني على معبر دولي من دون أن يقدم تفسيرا حتى اليوم لما جرى؟ أليس النازي الذي يقتل بطائراته عوائل فلسطينية على شاطئ البحر؟ أليس النازي هو الذي ينكر حق شعب في وطنه، ويستبيح حرماته ويدنس مقداسته؟ أليس النازي هو الذي يقلع الشجر ويهدم الحجر ويقتل البشر؟ أليس النازي هو الذي لا يكترث بمعاهدات واتفاقيات وقرارات؟!
الكيان الصهوني ليس كيانا نازيا فقط، وإنما هو كيان مارق، متمرد على كل الشرائع الدولية والقرارات الأممية، والإجماعات العالمية، إذ لم تسجل البشرية حتى اليوم كيانا مستبدا رافضا لكل القرارات كما هو الكيان الصهيوني، كما لم يسجل التاريخ صمتا دوليا يمارس كما يصمت العالم غربه وعربه على أفعاله في فلسطين، فالعرب كعادتهم يكتفون ببيانات التنديد والاستنكار، وتخرج جامعتهم العربية التي باتت بلا طعم ولا لون، بتصريح تدونه في محاضرها، تعرب فيه عن استنكارها وغضبها لما يجري، فيما الغرب يكتفي بالتعبير عن قلقه وتخوفه، ويخرج أمين منظمته الدولية معربا عن استنكاره وقلقه، وكفى!
رغم صمت الغرب ونكوص العرب، ورغم ما اعترى القضية من متعرجات حتى بات خبرها يأتي في أسفل سلم اهتمامات إعلام العرب، ولأنها لم تعد لا مركزية ولا غيره، ولأن البوصلة باتت لا تشير إلى القدس، وتشير إلى الشام وبغداد وبنغازي وصنعاء، كما أشارت سابقا إلى كابول.
رغم كل ذلك، ورغم الوجع الذي يصل حد الألم، إلا أنني وجدت في الذكرى الثامنة والستين لاحتلال القبيبة الواقعة إلى الغرب الجنوبي من محافظة الخليل، والذي صادف الجمعة الماضي، إصرارا لا يضاهيه إصرار، ففي الذكرى عادت لي روح الأمل، وأنا أرصد شبابا يناهزون الثلاثين وأقل، يعبرون عن تصميم على العودة، يستذكرون أرض الأجداد بحنين، يحمل أصغرهم مفاتيح بيت أبيه أو جده، وتحمل بناته في صدورهن، لكي تكون أقرب إلى القلب ونبضه، "كواشين" أرضهن في القبيبة.
أولئك شيبا وشبابا، بنات وسيدات رددوا بصوت واحد في وجه محتل أرضهم، وفي وجه النازي نتنياهو، الذي يحفر في باطن الأرض بعد أن فتش فوقها عن أثر له فلم يجد، أولئك يقولون: أيها المحتلون اخرجوا من فلسطين، من الخليل، من القبيبة، فلنا حق هناك وسنعود إليه عاجلا أو آجلا.