لمن الولاء يا دكتور همام سعيد؟!؟

 

لمن الولاء يا دكتور همام سعيد؟!؟!

طوال السنوات الماضية والحركة الإسلامية في الأردن تعلن الولاء والانتماء لهذا البلد ،وتنفي انتمائها لغيره ،بالرغم من التصريحات والمواقف التي تظهر منهم هنا وهناك بحسب الظروف التي مرت بها المنطقة ،مما شكك في ولاء هذه الحركة ووقود محركاتها ؛ففي كل حادثة يكون الأردن طرفا إقليميا فيها نرى موقفا ضبابيا للحركة الإسلامية(الأردنية ) مما يدلل على أن مدادها صناعة خارجية غير أردنية .

نتفهم أن تكون الحركة الإسلامية جماعة أو حزبا معارضا ،ولكن لا يمكن تفهم أن يكون دورها معارضا من اجل المعارضة، حتى لو كان على حساب مصالح الشعب الأردني الذي تنتمي إليه وتحمل جنسيته وتنعم بحلم قيادته ،وموقف الحركة الأخير من انضمام الأردن إلى مجلس التعاون الخليجي شاهد على ذلك. وقبل ذلك أتت تصريحات بني رشيد حول ما تعرض له رجال الأمن الأردنيين من طعن على يد التكفيريين في الزرقاء، حيث صرح (بأن رجال الأمن يستحقون ما جرى لهم في الزرقاء !!!!)، ذلك التصريح الذي استفز به مشاعر الأسر الأردنية؛ لان كل بيت أردني لا بد أن يكون بين أفراده أحد رجال الامن الساهرين على حماية الاردنيين جميعا والقائمين على أن ينام أمثاله بأمن وأمان .

ودأبت الحركة على تأليب الشارع الأردني ومحاولة الرقص على قيثارة المستضعف والمستهدف من قبل النظام السياسي ،والعزف على الحان التفرقة والفتنة واتخاذ الدين مطية لتحقيق أهداف سياسية وحزبية . كل ذلك قد تفسره الجماعة بأنه سوء فهم ومؤامرة ضدها، ولكن جاءت تصريحات المراقب العام للجماعة الدكتور همام سعيد بمناسبة افتتاح مركز الجماعة الإسلامية في مصر بشكل واضح وفاضح بان هذه الحركة ولاؤها لغير الأردن واقتبس مما قاله( نحن غرسكم وغرس هذه الدعوة المباركة ومصر قلبنا النابض وروحنا التي نتحرك بها وإن انتماءه وانتماء الحركة الإسلامية الأردنية جميعها إلى مصر لأنها رأس الأمة و بها قيادتها ومنها تنطلق نهضة الأمة من جديد).

ماذا بعد هذا الكلام يا دكتور همام!!!؟؟ فقد صرحت تصريحا واضحا أن انتماؤكم ليس للأردن بل لمصر، وأن قيادة الأمة في مصر وليس في أي مكان آخر، وماذا تقول في الثورة العربية الكبرى التي أشعلت النهضة العربية وبددت ظلمة الاستبداد في وقت كانت فيه مصر وغيرها مرتعا للاستعمار ومركزا للمستعمرين وأحفاد المستعربين؟؟!!!.

وكيف تقبل على نفسك ومن يؤيدك في رأيك هذا أن تعيش وتسكن في بلد ولاؤك لغيره؛ إلا إن حسبت نفسك ضيفا فيه؟ وان كنت كذلك فهل من آداب الضيافة أن تتنكر لمضيفك ؟!! وما دمتم غرسة أتت من خارج الأردن فلم لا ترجع هذه الغرسة إلى منبتها الأصلي وتربة أمها التي تبرعمت منها؟!!.

وأخيرا أتحداك يا دكتور همام أن تأتي بمصري واحد من الحركة الإسلامية أو غيرها ، يقول بانتمائه إلى غير مصر أو يضع مصلحة الأردن ،أو الأمة قبل مصلحة مصر ،أو يصرح نحو الأردن بمثل ما صرحت به نحو مصر .

نحن الأردنيون يا دكتور ولاؤنا وانتماؤنا للأردن وللعرش الهاشمي من سلالة الرسول الكريم الذي تدين وندين جميعا بدينه، نتظلل بظلال الإخوة والأصالة والتحابب بين أفراده ؛ من يرض بذلك فأهلا وسهلا به له ما لنا وعليه ما علينا ،ومن لم يرض بذلك فهذا رأيه؛ فإما أن يسكن بيننا ضيفا معززا مكرما محترما للآداب الضيافة، أو يشق طريقا نحو ما يصبو إليه ويرى فيه مصلحته وهواه